“من الأوّل سوس المُهرة واعطي الوَهْرة”!
يبدو أنّ دُولَ العالَم ستتورّط بأزمة لبنان!
دعونا لا نختبئ خلفَ إصبعِنا. المسألة اللبنانيّة ليست داخليّة، بل ولمْ تكن منذ اليومِ الأوّل كذلك. علمًا أنّ الداخلَ اللبنانيّ يتمسّك بذرائع المُحاصصة الرّخيصة، حقيبة من هُنا وحقيبة من هناك، إلاّ أنّ ما يجري هو أكبر من هذه المسرحيّة التي تدور على السّاحة اللبنانيّة لكسب الوقت ولإفشال المُبادرة الفرنسيّة الصّديقة، بإيعاز إيرانيّ. إنّه صراعٌ دوليّ بامتياز يجري في الكواليس بين طهران وأميركا وأوروبا؛ فبحسَبِ المصادر الإعلاميّة الأخيرة، تعملُ أميركا إلى إعادة العُقوبات على طهران التي كانت قد فرضتها عام 2015، والفرنسيّ يمتنع عن التّصويت عليها شرطَ أن ترفع إيران يدَها عن لبنان ومؤسّساته، في وقتٍ يظهرُ شرخٌ أوروبيّ، إذ إنّ إيطاليا وألمانيا وبريطانيا تحضُّ فرنسا على عدم تعويم حزبِ الله لبنانيّاً، وتنضمُّ إلى هذه المساعي مصر والسعوديّة. واخبزْ بالأفراح يا شعبي! لقد تلقّفت الطّبقة السياسيّة الخبيثة هذا التّناقض الدّولي، واستغلّته في مُحاولة منها لاقتناص المغانم ولإفشال المبادرة الفرنسيّة.
وتوازيًا، تتّهمُ الولايات المُتّحدة على لسان المنسّق الأميركيّ لمكافحة الإرهاب “نافان سايلز” حزبَ الله بالتّخطيط لهجومٍ كبير في أوروبا، وبتخزينه كميّة كبيرة من نيترات الأمونيوم في كلّ أنحاء أوروبا كبلجيكا وفرنسا واليونان وإسبانيا وسويسرا، داعيًا الدّول الأوروبيّة إلى حظر حزب الله بالكامل دون التّمييز بين جناحه العسكريّ وقيادته السياسيّة.
يتجلّى لنا إذًا، أنّنا أمام حربٍ إستئصاليّة، والله أعلَم! ولكنّ السّؤال الذي نطرحه على دول القرار الغربيّ، ولا سيّما أميركا ومَن يُعاونُها: لماذا أذِنْتم للحزب منذ البداية بالتوسّع في القسْمَيْن الشّماليّ والجنوبيّ من الكُرة الأرضيّة، حتّى “بلغ السّيْلُ الزُبى”؟ باختصار، إنفجار مرفأ بيروت لم يكن سوى مقدّمة لهذا السّيناريو…
إدمون بو داغر