من ليرةِ الزّمنِ الجَميل.. إلى ليرة زَمَن التضخّم!
يُعاني لبنان منذ الإنتقال من ليرة الزّمن الجميل إلى ليرة زمن الفساد والسّياسة الحريريّة والمافيات، تضخّمًا في العُملة اللّبنانيّة المُبتَدَعَة. أيُّ مَنْطقٍ إقتصاديّ-ماليّ يَنطِقُ بخمسةِ آلافِ ليرةٍ أو عشرين ألف ليرة أو مائة ألف ليرة، عِوَضًا من أن تستقرّ العملة الوطنيّة فنقول مثلاً خمس ليرات، مائة ليرة، إلخ. على غِرارِ العُملات المُستقرّة. إنّه تضخُّمٌ سافرٌ ووقحٌ إلى أقصى دَرَجات استغباء العقول، ولَنْ تطولَ المهزلة! أقولُ ذلك، علمًا أنّي لستُ خبيرًا إقتصاديًّا، إلاّ أنّ ذلكَ أضعفُ الإيمان!
تزدادُ ليرةُ زمَنِ التضخّم هذا تضخّمًا، (إلى أن يحينَ وقتُ الإنفجار العام)،وتنحدِرُ انحدارًا جنونيًّا مُقابلَ سعر صرف الدّولار الأميركيّ الذي حقّرَ القيمَ الإجتماعيّة والإنسانيّة. وها هُو لبنان ينضَمُّ إلى لائحة الدّول المُنعَدِمَة التي شهِدت تَضَخُّمًا مفرطًا. وفي السّياق، يعتَبِرُ الخبير الإقتصاديّ العالميّ ستيف هانكيأنّ “الموضوعَ تاريخيّ من ناحية أنّ لبنان دَخَلَ رسميًّا مَجَالَ التضخّم المفرط”، مشيرًا إلى أنّ “مُعدَّلَ التضخّم تجاوزَ 60% شهريًّا على مَدَى 30 يومًا”، كَمَا أوضَحَ أنّ “اللّيرة ستستمرّ في الإنهيار”. (عن موقع International SCOPES، في 23 تموز 2020(. وكلُّ ذلك سَوَاءٌ بِسَبَب انعدامِ القدُرات الذهنيّة لدى بعض السياسيّين، إذ إنّ همَّهم شبه الوحيد هو الإستعراض والتّهريج، وسواء بسبب سياسيّين متآمرين على وَطَنهم، ويُعْتَبَرون من مُخلّفات الحرب اللبنانيّة، وقد عاثوا نهبًا في البلاد، حتّى بَلَغَت بهم قَبَائِحُهُم أخيرًا إلى الفَتْك بالكورونا وإرعابِها، وعلى رأس اللّائحة “الحراميّة مع نيشان”، ففرّت هاربةً منهم.
ومَهزَلَةُ المَهْزلات في هذا البلد، أنّ الحكومات المُتعاقبة تُلقي القبض على صغار تجّار الدّجاج والسّمك الفاسد، والموظّفين الحكوميّين، فيما رأس الهَرَم لا يزالُ يتمرّغ في مَضاجع الفساد.
إدمون بو داغر