…موقف الأحبّاء!
قد يتساءل البعض عن مدى تصغير الخطأ أو حتى إلغائه، لكن لسوء الحظّ لا يمكن ذلك ، إنّما الطّريقة الوحيدة لتصغيره أو إلغائه إلى أدنى حدٍّ ممكنٍ، هي تكبير حجم الأكاذيب، الأمر الذي قد يكون محبّبًا عند كلّ الأفرقاء الّذين يزعمون أنّهم مع لبناننا الحبيب!
ما يحدث اليوم في وطننا ليس إلاّ ” مكسر عصًا” والفريق الأقوى هو الذي يتمكّن من كسرها، ولكنَّ الواقع يقول: إنّ العصا لن تُكسر إلاّ على “نفوخ” شعب لبنان المسكين، أمّا القلّة فليست إلاّ تفاصيل نزاعيّةً، همّها زرع الفتن والنّعرات الطّائفيّة والأحقاد السّياسيّة…. وكلّ هذا في سبيل: أعطوني مفتاح النّصر؟ ومن سيعطيك مفتاح النّصر من قبل الذين حوّلوا النّصر إلى أنصارٍ متعدّدة الفئات والأجناس؟ أهذا هو موقف الأحباء؟!
لمجرّد أنّنا نعيش حالةً من الاختبار المعنويّ، يعني أنّنا أمام حالتي قبولٍ أو رفضٍ، ففي حالة القبول، تُقرع الطّبول، وفي حالة الرّفض، تُفتح القبور، وفي الحالتين معًا لا مجال للبحث عن البديل، فإمّا الطبول وإمّا القبور.
وبنتيجة تقاطع هاتين الحالتين نصل إلى أربعة حلولٍ ممكنةٍ:
اتّخاذ القرار بالخضوع المطلق.
اتّخاذ القرار بالخضوع إلى التّعليمات الخارجيّة.
اتّخاذ القرار برفض التّبعيّة المناطقيّة.
اتّخاذ القرار برفض فرضيّة الممانعة المطلقة.
هذه الحلول الأربعة المتّبعة من بعض المسؤولين ليست إلا حقنًا من المخدّر، ومع العلم أنّ ثمنها أصبح باهظًا جدًّا، لكن عند الضّرورة تصبح عبارة ” الغالي بيرخصلك” العبارة المنزّهة والمبرّمجة والهادفة.
هذه هي نتيجة التّقاطع الذي قطّع أوصال الوطن، أمّا الشّعب المسكين فما زال حلمه في داخل شطيرة الفلافل، بعدما أصبح حلم شطيرة شاورما اللّحمة أو الدّجاج من سابع المستحيلات.
ماذا سننتظر بعد من حكّامٍ جعلوا الدّجاج خارج السّياج، وكم هو صعبٌ استرجاع الدّجاج بعدما أصبح السّياج مقطّع الأوصال!
صونيا الأشقر