نخَروا هيكَل دولتهم وفرّطوا بأمانة وطنهم!
عندما أعلن الجنرال غورو في العام 1920 دولة لبنان الكبير بمساحته الـ 10452 لم يكن يتوقّع أن رقم المساحة بـ “الليرة اللبنانية” سيصبح بعد 100 عام يساوي دولاراً أميركياً واحداً! وعندما أصرّ الرئيس فؤاد شهاب عام 1958 على اللقاء مع الرئيس عبد الناصر في خيمة على الحدود حفاظاً على سيادة الـ 10452 لم يكن يفكّر أن 10452 ليرة سيادية ستتساوى يوماً مع دولار أميركي! وعندما رفض العميد ريمون إده سنة 1976 الرئاسة بسيادة منقوصة على الـ 10452 لم يظن أن الرقم السيادي سيعادل الدولار الأميركي! وعندما رفع الرئيس بشير الجميّل في العام 1982 شعار الـ 10452 لم يكن يعلم أن رقم هذا الشعار الوطني سيوازي الدولار الواحد في العام 2021 !
لم يكن غورو يفترض أن بعد مئة عام سيجهد ماكرون ليحافظ على لبنان الكبير أكثر من ساسته الصغار الذين خلّعوه وشلّعوه وباعوه !
لم يكن قادة القرن العشرين يعتقدون أن قوّاد القرن الواحد والعشرين سيهتكون عرض الـ 10452 !
لم يكن أولئك الزعماء ليتخيّلوا أن هؤلاء المتزعّمين والمزعومين سيقايضون الـ 10452 بدولار واحد!
لم يكن رجال ذاك الزمان يتصوّروا أن أرجُل هذا الزمن ستبيع الـ 10452 بثلاثين من الفضة!
لم تكن تلك القامات تحسب أن السارقين والناهبين والمافياويين سيفلسون دولة الـ 10452 لمصلحة دويلات المحسوبيات!
لم يكن عمالقة ذاك العصر ليسمحوا لأقزام هذه الأيام أن يتحّكموا برقاب البلاد والعباد!
في العام 2021 وفي القرن الـ 21 نترحّم على أولئك وغيرهم وننبذ هؤلاء وشرّهم، علّ اللبنانيين كلّ اللبنانين يستفيقون من سباتهم ويطيحون بساستهم ومتسوّسيهم الذين نخَروا هيكل دولتهم وفرّطوا بأمانة وطنهم!
انطوان ابوجودة