” هيهات يا بو الزلف…”
“هيهات يا بو الزلف رئيسي يا موليّة، محلا الوفا بالوفا ومحلا المارونيّة، ورحت أنا لعندكن قبل الجلسا بنتفي، وشفتكن خايفين وقراركن مستوي”
إنّها حقيقة الرئاسة للأسف الشّديد!
لولا القديم ما كان هناك من جديد، ولكن المشكلة الكبرى، هي أنّ الجُدّد لا يقتنعون بقديمهم، وكأنّهم ملوكٌ على عرشٍ لم يعرفوه إلا منذ حوالي عام، أيعقل أنّنا بتنا رهينةً لمطباتهم السياسيّة الملتويّة، وكأنّنا نعيش” la Vie en Rose” بكامل تفاصيلها؛ كلّنا نعلم أنّ في شهر أيّار تتفتح براعم الورود لكي تمجّد العذراء أمّنا الحنون عليها السّلام.
لماذا أنتم لا تمجدون لبناننا بعدما أجبرتم شبابنا على الولوج في مواقف انتقاليّةٍ هدفها التّغيير الحقيقيّ؟ لماذا بدّلتم قراراتكم؟ مع العلم أنّ المواجهة الحقيقيّة ورودها تفتّحت، وبراعمها تستفيد من مواسمها بكلّ برودةٍ وشفافيّة، ألا يكفيكم روائحها العطرة، فماذا تريدون بعدُ، من ألوانها المزركشة التي تعاند القهر، وتزرع العنفوان في أرجاء سماء لبنان.
نريد رئيسًا ، لا مرؤوسًا.
نريد قائدًا، لا مقيّدًا.
نريد لبناننا، لا لبنانكم.
هذه العناصر الثّلاثة هي خلاص هذا البلد الدّامع، خلاص الأجيال الصّاعدة، والأهم من كلّ هذا، هي الخلاص من الهجرة الشّبابيّة القاتلة.
اتحدوا فبالاتحاد القوّة، أنتم نواب الشّعب المقهور، لأنّ الشّعب الميسور ليس بحاجةٍ إليكم، فامتداداته الخارجيّة أكبر بكثيرٍ من طموحاتكم الدّاخليّة.
” هيهات با بو الزلف…” هي المدماك الأساسيّ للخلاص الرّئاسيّ اللّبنانيّ بامتياز. ما أجمل هذا الموال الأصيل عندما نغماته تتراقص مع روائح الورود الصّادقة المكلّلة برعاية أمّنا العذراء.
لقد أصبحنا بحاجةٍ إلى أعجوبةٍ رئاسيّة لكي نتمكّن من النّهوض من جديد، فيا أصحاب السّعادة! حكّموا ضمائركم، واجعلعوا عبارة “أمّنا الحنون” هي العبارة التي عندما ” تحزّ المحزوزيّة” تكون المنقذة والمسؤولة.
صونيا الأشقر