“يا مَواطي الوزير”!
تَعَمْشَقَت الأحزاب منذ أسبوعٍ على أكتافِ الإتّحاد العمّالي العام “لإسقاط نظام الشّعب”، طبعًا، فهذا نَذيرُ الإفلاس وتخبّطُ الغارق للتّعمشق بخشبة خلاصٍ للبقاء. إنّها مُظاهرةُ العمّالي العام المُغلّفة بمطالبَ “سامية” ومحشوّة “بكوكتيلٍ” من الأوساخ المتلوّنة بألوان الأحزاب. وتظاهرَ الجلاّد ضدّ ضحيّته! والأغربُ أنّ مُعظمَ مكوّناتِ السّلطة التي خَرَجَت تتشدّقُ في الشّارع مُطالبةً بتشكيل حكومة، هي نفسُها مَن يُعرقلُ تشكيلَها. ولكنّ الحقيقة، هي أنّها خَرَجت للضّغط لتشكيل حكومة سياسيّة تكون هي رموزُها، ولكن خَسِئتم!
إشتغَلَ الإتّحاد العمّالي العام مندوبًا لدى هذه السّلطة المُتَهاوية. ويا ليتَ زلزالاً يطرأ ويطمرُ تحت تاسعِ جحيمٍ هؤلاء العُلوج. والمُراقبُ جيّدًا يرى ويقرأ كميّاتِ السّخرية على مواقع التواصل الإجتماعي من سُلطةٍ منفصمةِ الشخصيّة تتحكّمُ بها عُقَدُ النّقص.
وفي مَقلبٍ آخر من ساحة “بُرج بابل” وفي ظلّ انحدارِ الوضع، خَرَجَ “مواطي الوزير” مُستهزئًا ليُضاعفَ من قَرَفنا بإعلامنا عن سطوة الدّيجور التّام قريبًا، وعن ارتفاعٍ فاحشٍ لسعر “البنزين” و“يلّلي مش قادر يدفع يلاقي وسيلة تانية للتّنقل”، ولعلّ أسرعَ وسيلة للتخلّص منكم هو حَرقكم بنار وكبريت وبنزين. تذكّرْ “مواطيك” وعودَ معلّمك الكذوب و”خنفوس” التيّار بسكّة قطار حديديّة وشبكة مواصلات “همايونيّة” دُفنَت بين أوراق مُجلّد “حُلُم وطن”، فحوّلها إلى مقبرة وطن من أجل صفقاته، على غِرار السياسة الحريريّة وحاشيتها التي تحالف معهم. وما دُمتُم مع زعيمكم الوصوليّ سلّمتم أمركم لحسن نصرالله، أوقفوا عظاتِكم عن حقوق المسيحيين، بل احصروها فقط بحقوقكم وحقوق “المقاومة الإسلاميّة” وعن نظريّة “ما خلّونا”.
نُذكّرُ بقول رأس الكنيسة المارونيّة، الذي لم يأتِ صُدفةً، بل عن طريق الإنذار: “لحصر الإعتراف بالجيش مسؤولاً شرعيًّا وحيدًا عن السّيادة”. ولا مُستقبل لهذه الكَوْمَة السياسيّة، لأنّ سيفَ العُقوبات الأوروبيّة سيبقى مسلّطًا على أعناقهم.
إدمون بو داغر