أخلاق ما في … والله لا يردّن!
مرض الوقاحة المفرطة الذي ظهرت عوارضه جليّة بين فصيلة السياسيين اللبنانيين انتقل الى الشعب الذي تفوّق بجشعه وقلّة أخلاقه عليهم. مقولة ” كما تكونون يولّى عليكم” صدقت وقد أثبت اللبناني أنه يستحق أن يعامل بهذه الحقارة وأن تُمسح الأرض بكرامته.
كيف للبناني في زمن أصبح يتسوّل فيه الصحة ويخاف المرض لأن الطبابة غير متوفرة وإن توفر المال لها، أن يمتلك مئات آلاف العلب من الأدوية الضرورية لحياة الناس ويخفيها في مستودعاته ولا يطلق سراحها فيما يسمع يومياً خبر وفاة طفل بسبب عدم تأمين الدواء له! أو آخر “يتمخطر” بكل وضاعة أمام أعين الجميع ليرمي بمئات علب الأدوية في براميل النفايات بعد أن انتهت صلاحيتها ويبقى من دون ملاحقة. والسلطة التي من المفترض أن تكون “ضابطة” لهكذا “مساطر” تكتفي بكلمة شرف من “البلا شرف”! والناس تموت الله لا يردها!
كيف للبناني في زمن “شح” المواد النفطية وما أدى إليه ذلك من مصائب على القطاعات كافّة أم يخزّن مئات آلاف الليترات فيما الناس تصطف بالطوابير لساعات وساعات لا تنتهي وعندما يصل دورها لشحذ البنزين ينقطع التيار الكهربائي أو يقرر صاحب المحطة الرؤوف أن يتوقف عن التعبئة.
وكيف للبناني في زمن العتمة يمتلك مولداً كهربائياً يتلطى وراء غلاء المازوت وعدم توفره لرفع الأسعار بشكل جنوني ويستبد بجدول أوقات يوفر فيها التيار يتحكم من خلاله بأعصاب الناس ومسار حياتهم العملي وفي بعض الأحيان حياتهم.
والسلطة التي من المفترض أن تكون “ضابطة” تتفرج على كل تلك الوقائع وتكتفي بإطلاق القرارات من دون أن تفرض تطبيقها وبكل وقاحة تسميها إنجازات!
خافوا الله واخجلوا! ترتكبون مجازر يومية أفظع من مجازر من يتحكمون بمصيرنا! انعدام الاخلاق أفظع من بئس الظروف!
اليانا بدران