أرضُ الحريّة والكرامة.. لبنان!
قالَ أحدُ الآباء: “تطوَّرَت البشريّة، فأُهينَ الإنسان وعُزّزت القطط والكلاب”. يقعُ هذا القول في صُلبِ ما يحدث اليوم في لبنان والعَالَم على وقع إنذارات، بل تهديداتٍ ضدّ البشريّة واستمراريّة الجنس البشريّ. لا يخفى على أحدٍ ما يجري حول العالَم من أوبئة مُفتَعَلَة وتلاعب بالمَنَاخ بهدف التسبب بمجاعة وعطش من خلال ضرب نوعيّة النبات والمزروعات والمياه، والتي سيليها فرض قواعد مُستَحدَثة على الإنسان وتخييره بين قَبول وتبنيّ تكنولوجيا العبودية وبين فصلهِ عن المجتمع وعزله وحيدًا (ربّما في البريّة).
تعبّر استطلاعات الرّأي الأوّليّة، أنّ البشريّة هي في أجواء ما يتحضّر، وهي تستنكرُ المبدأ العَام لهذا البرنامج غير الإنسانيّ، غير أنّها لا تُعيره الإهتمام التي يرتقي إلى وضع خطط استباقيّة. فالسّؤال الذي يطرحُ نفسَه: هل سينطبقُ المفهوم القائل: كلّ شيء مقابل رغيف الخبز”؟ تمامًا كما حصل مع عددٍ كبير من النّاس الذي تهدّد مستقبلهم المعيشي والمهنيّ مقابل تلقي لقاح الكورونا، فقبلوه مُرغَمين؟
كلُّ ما يجري اليوم في لبنان من مشاكل سياسيّة، ليس إلاّ نقطة ضئيلة في بحرِ عواصف العالَم الحاصلة والقادمة، لاسيّما أنّ البشريّة ستشهد على عبوديّة غير مسبوقة. وإذا تعمّقنا أكثر في تاريخ الدّول، نجدُ أنّ أكثر الشّعوب تخلّفًا، كانت تُقيمُ اعتبارًا للإنسان، وعلى عكس ما سنشهده في المستقبل القريب للقرن الـ21. وعلى ما يبدو، أنّ الحريّة الحقيقيّة وكرامة الإنسان مُصَانَة في لبنان، الذي سيكون بعد هذه الفترة بمنأىً من كوارث الكوكب. والقارئ قد يتّهمنا بالهذيان، غير أنّ جزءًا من الحقيقة سيُبَرْهَن مع الوقت.
إدمون بو داغر