أشدّ الناس سعادة!
تغيّرت الاحكام والمقاييس في الزمن الاخير، وبعد الدراسات العلميّة التي قام بها مؤتمر الحركات التصحيحيّة، وتقارير الخبراء الذين طالت اقامتهم في السجون وأقبية المباحث، والابحاث الميدانية التي قام بها رجال الاختصاص عن نتائج تحرير لبنان من شماله الى جنوبه ومن شرقه الى غربه، تبيّن ان اشدّ الناس سعادة في الوطن العربي الكبير، من المحيط الهادر الى الخليج الثائر، هو الانسان الذي تتوافر له المواصفات الآتية:
1- الانسان الذي يفقد حاسّة الشمّ فلا يميّز بعد ذلك بين رائحة الصنوبر ورائحة الموت والبارود.
2- الانسان الذي يفقد حاسّة الذوق فيختلط لديه طعم الحريّة وطعم الغوغائية.
3- الانسان الذي يفقد حاسّة السمع، فيرتاح من اصوات الابطال والعباقرة والمخلصين والمخلّصين والمحررّين في هذا المستنقع.
4- الانسان الذي يفقد حاسّة البصر فلا يرى سقوط هذا الوطن الشاسع نحو هاوية الانحطاط والتخلّف.
5- الانسان الذي يفقد حاسّة اللمس فلا يشعر بثقوب الشظايا تحفر وجهه ليلاً ونهاراً.
وبكلمة، أسعد الناس في الوطن العربي الكبير من المحيط الهادر الى الخليج الثائر، هو الانسان الذي يفقد حواسه الخمس.
جهاد قلعجي