أعلى ما في خَيلك اركبْه!
كيف سينتهي هذا السيناريو الذي تجري معظمُ أحداثه بشكل إستثنائي وفجائيّ ليس بالنّسبة للشعب بل للحكّام أيضًا وتحديدًا لمن يديرون دفوف الحرب أي أنّه غالبًا سيجدون أنفسهم مرغمين على اتّخاذ قرارات لم تكن ضمن حساباتِهم والرّد حربيًا ولو لم يكونوا يخطّطون لايّ ضربة من أيّ نوعٍ كانت.
راهن الإسرائيليون على أنّ هذه الحرب ستنتهي باغتيال زعماء حماس وحزب الله ولم يكن لهم ما أرادوه. وفي المقابل وبعد اغتيال يحيى السنوار زعيم حماس المحَرَّر وقد أمضى 23 عامًا في المعتقلات الإسرائيلية والذي هَندَسَ عمليّة “طوفان الأقصى” من داخل سجون الإحتلال، جاء الرّد المباشر من قِبَل حزب الله وإيران بقصف منزل بنيامين نتنياهو في قيصارية، وقد خرق الصاروخ نافذة غرفة نومه. وعلى أثر ذلك تضاعف غيظ إسرائيل متّهمةً أميركا بتسريب معلومات لإيران بطريقة غير مباشرة عبر منصّة تلغرام عن طبيعة الضربة الإسرائيلية ضدّ إيران، ولذلك عدّلت إسرائيل بطبيعة ردّها المرتقبة ضدّ الدولة الفارسيّة متوعّدةً المجتمع الإقليمي والإيراني برفع سقف الضربة المعهودة والتهديدات التي تليها.
يجب ألاّ نتسرّع بالإستنتاجات لأنّ هذه الحرب لم يكن مخطّطًا لها إلاّ من قِبل حركة حماس ومن يدعمها، لذلك دعونا لا نتوقّع شيئًا من قِبَلِ إسرائيل أو أميركا سوى المفاجآت والقرارات الآنية والإعتباطية. فماذا لو قتلت الولايات المتّحدة بنيامين نتنياهو أو بتعبير آخر اغتالته بأي طريقة أو من خلال أيّ وساطة كانت، كي تتخلّص من تداعيات هذه الحرب الحالكة والكالحة على اقتصادها وأمنها وهيمنتها الدولية المهَدَّدَة من قِبل أنصار الله الحوثيين والفصائل العراقية المسلّحة ومن ساندها من ميليشيات خفيّة وعلاقاتها مع العالم والأهم صورتها التي تلطّخت بدماء الأبرياء لقرنٍ إلى الأمام. ولكن لا بدّ أن نسأل عن الثمن، بل الأثمان التي ستلي هذه الخطوة الإنتحارية.
ليست كلّها سوى فرضيّات وُضعت تحت مجهر البحث والتمحيص وقابلة للنقض أو الإثبات، ولكن ما هو شبه مؤكّد أنّ العالم لن يعود إلى ما كان عليه سابقًا، فما هو متوافق عليه في السياسة الدولية وتحديدًا المعادَلَة التي نمّطت المجتمعات بين دول عُظمى و أخرى ضعيفة ستنقلب عمّا قريب، لذلك فهذه الحرب طويلة ومقرونة بالإستنزاف ومكلّلة بقول السيّد المسيح: “من يصبر إلى المنتهى هو الذي يخلص”.
إدمون بو داغر