ألحَبْس أو الإنتحار أو الحرب!
القلعة اللبنانية المهجورة!
حلّ حاكم مصرف لبنان بالإنابة وسيم منصوري مكان مجلس النوّاب والحكومة بضربه للقوانين الحامية للفساد والثراء غير المشروع، من خلال قرار رفع السريّة المصرفيّة عن المودعين واضعًا الجميع تحت المجهر المصرفيّ، بحيث لن يتجرأ بعد ذلك عدد من المودعين الوهميين على المطالبة بأموالهم بعدما يتبيّن مصدرها، والمنطق يقول: مصيرهم الحَبْس. والحَبْسُ الآخر والطّارئ اليوم هو سجن قصر بعبدا، الذي غدا قلعةً مهجورة، وإذا ما عُيّن رئيس للجمهورية (بالتعيين وليس بالإنتخاب وهي من “كبريات” الهرطقات) فستتحوّل هذه القَلعة إلى مأوىً للعجزة والمصابين بفجوات النّقص النفسيّة.
دولٌ نحو الإنتحار!
بدأت تُنذرُ كلّ “اللاءات” ضدّ الإستسلام للسّلام ومطالبات رسل التّفاوض المترافقة مع إيقاد الحطب للحرب بنهاية زمن الغطرسة والإمبرياليّة، ما يعني أنّ الرّافض للسّلام يذهب بنفسه نحو هُوّة الإنتحار، بحجّة عدمِ وقفِ الحرب بغية القضاء على حماس وقادتِها، ولكن الحقيقة أنّ نتنياهو يعلَمُ مصيره تمام المعرفة وهو السّجن والأفول، وبصناعة الحرب واختلاق مسبّباتٍ وذرائع لها قد تُطيلُ (بحسب مفهومه) حياته السياسية أو قد تجعلُ مساره “الفنائيّ” ينحرف وبالتّالي تنحرف أنظار العَالَم الحاقد عنه، وضمنًا أنظار حليفة إسرئيل الحميمة الولايات المتّحدة الأميركية وتليها بريطانيا وأوروبا. يختصر هذا الموقف حالة إسرئيل المتهاوية والباحثة عن نصرٍ لم تحقّقه منذ 123 يومًا.
توازيًا، تحوّل لبنان لوجهةِ حجٍّ للفرنسيين والأميركيين والبريطانيين والعرب لمعاينة مسارات التسوية بين إسرئيل ولبنان من جهة الحدود الشماليّة. علمًا أنّه إذا ما فُتحت الجبهة الشّمالية على مصراعيها ضدّ إسرائيل، قد تؤدّي إلى حرب إقليمية لا تُحمَد عُقباها. ولكن كلّ هذه الزيارات الديبلوماسيّة-المكوكيّة تُختَصَرُ بأنّ دول القرار المتهاوية هي في سباقٍ مع عقاربِ الحرب التي أخذت تقرع طبولَها عالميًّا، علّها تهدّئ من روع الدّمار القادم، بهدف إعادة تسويةِ أوضاعِها شرقًا وغربًا للحفاظ على استمراريّتها وبالتّالي صيتها العالمي لنصف قرن تقريبًا وهيمنتها التي باتت على المِحكّ مع ضرب قواعدها.
إدمون بو داغر