Jannah Theme License is not validated, Go to the theme options page to validate the license, You need a single license for each domain name.

ألخطيئة المميتة!

لن نبدأ لا بفعل ولا بإسم ولكن بإنذار! في اللّحظة التي يتخلّى فيها الجميع أو الأغلبيّة السّاحقة عن قضيّة النّضال من أجل السّلام وإحقاق العدالة ضدّ الظّالمين والجزّارين وأعداء الله والإنسان وعندما يَعتَبِرُ الشرّ وعملاؤه أنّهم انتصروا ويُعلنون انتصارهم على الآخرين، في هذه البُرهَة من الزّمن تحلُّ ساعةُ سقوطِهم وتقهقرِهم فدمارهم الأبديّ.

يستحضرُ الكثيرون من المدافعين عن هذا الإيمان المكلّل بالرّجاء قولَ السيّد المسيح: “عندما يقولون سلامٌ وأمنٌ، يدهمهم الهلاك دهمَ المخاض للحبلى ولا يُفلتون” (رسالة مار بولس إلى أهل تسالونيكي 3:5). فلماذا التنكّر لهذا القول؟ إذًا العدالة المقرونة بالرحمة الإلهيّة لم تمتْ، ولن تموت.

ولكنّ السّؤال الذي نضعه في رسم ضمائر الإنسانيّين وليس الحيوانيّين طبعًا هو التّالي:

هل يمكن لصنّاع الأسلحة على اختلافِها، ولاسيّما أسلحة الدّمار الشّامل أو حتّى شبه الشّامل أن يوهموا النّاس بأنّهم دعاة سلام؟

قد نتفهمّ قولَ البعض من المتزوّجين وممّن يتعلّق بأعناقهم أولاد وأحفاد بأنّ الظّلم والحروب والكوارث في محيط لبنان والعالَم لا يعنيهم وبالتّالي يحصرون اهتماماتِهم في نطاق سكنِهم وبيئتِهم، لأنّ رسالتهم محورها نواة عائلاتهم. ولكن لن نتفهّم من أُعطيَ أن يفكّر أبعد من إطار وجوده أن يتجاهلَ علامات الأزمنة التي لم تعدْ خفيّة لا على ضيّقي النّطاق ولا على مَن سمَحوا لأنفسهم بتجاوز حدود ونطاقات تواجدهم.

ألخطيئة بمفهومِها الحديث مع تنامي وامتداد تكنولوجيا الحداثة لم تعدْ محليّة النّشأة، بل غدت كونيّة؛ فلا نقولَنَّ بعد اليوم (وكان يجب أن نتبنّى هذا التفكير من قبل) إنّ موت فلان أو احتراق ودمار علاّن لا يعنيني أو كلّ ما يجري من مصائب بعيدًا عنّي وعن عائلتي وأولادي ليحصل و”بطّيخ يكسّر بعضو”، لا يا صاح، أقلّه لنحملْهم بصلواتنا، ونحن مقتنعون بل مؤمنون بأنّ صلاتنا ستغيّر واقعًا قبيحًا عمّا قريب.

إدمون بو داغر

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى