ألف مرّةٍ لماذا!
حلّنا الوحيد في وقف نزف لبناننا اليوم، هو انتخاب رئيسٍ للجمهوريّة اللّبنانيّة، وهذا الانتخاب يجب أن يكون متماسكًا ومراهنًا على إنقاذ وطننا بكلّ جدارةٍ ودقّةٍ واحترامٍ، وإلاّ سيكون الرّئيس بعيدًا عن منطق الحكم والعناية بالبلاد، بعدما أبعدتها رياح الفوضى التي انهالت على رؤوس المواطنين الأبرياء.
وخوفنا في هذه الظّروف الصّعبة، أن يختاروا رئيسًا يذكّرنا بقصّة الأب الّذي أعطاه الله ولدًا وحيدًا لا يتمتّع بالذّكاء، وكأنّ ذكاء والده لم يرث منه شيئًا يفيد حياته ومستقبله، لدرجة أنّ غباء ولده دفع به إلى الزّواج من فتاةٍ لا تحمل شيئًا من الجمال والفطنة، وعلى الرّغم من معارضة الوالد لهذا الزّواج، وبكلّ وقاحةٍ دخل الابن وزوجته منزل الوالد، طالبان موافقة الرّضى منه، وتجاه هذا المشهد، كاد الوالد يغمى عليه من شدّة غباء ولده، عندها قال: ” كنّا نحلم بالجان إِجا الجان ع بيتنا”
طبعًا، فالعادات اللّبنانيّة تقضي بتقديم التّهاني للعروسين، وبما أنّ هذا الوالد أصبح مغلوبًا على أمره، ولكن في أيّ حالٍ بدأت أهالي الضّيعة تتوافد إلى منزله، من أجل تقديم التّهاني للعروسين، فعلى وقع هذه المصيبة التي وقعت على رأس هذا الوالد المسكين، كان جوابه للمهنّئين : “حلّوا عنّا فِكرنا مِش فاضي”.
وفي هذا السّياق، خوفنا، من أن يهبط على لبناننا رئيسٌ يجبرنا على ترداد ما قاله هذا الوالد، بعد زواج ابنه من دون علمه.
لذا عليكم، يا أيّها المسؤولون التّركيز جيّدًا، فإنّ وضعنا لم يعد مقبولاً ولا محسودًا ولا يحتمل أيّ خطوةٍ عرجاء، وكفانا هزءًا وسخريةً إزاء هذا الواقع المذري الّذي بات يترنّح على ربوع هذا الوطن الحبيب، من دون رحمةٍ أو عنايةٍ ودراية.
أوتسألوننا لماذا نحن بتنا مشرّدين على الصّعد كافةً، من هنا قلنا: ألف مرّةٍ لماذا؟!
صونيا الاشقر