ألله حزينٌ.. بل غاضب!
بدأت ملامِحُ كثيرٍ من الدّول تتبدّل منذ أوّلِ يومٍ من انتشار وباءِ الكورونا الغامض. ولكن، وبغضّ النّظر عن نتائج الوباء وظروفه، فهناك مُعطيات مُقْلِقَة بدأت تتجلّى. ألسّقوط قادم! والتبدّلات الجيو سياسيّة قادمة! وبعدَ ذلك، تعودُ الدّول التي تخلّت عن تراثِها، إلى مُعانقته من جديد…! كثيرون لن يفهموا الآن معنى هذا الكلام، إلاّ أنّ المسيح واضحٌ عندما قال: “ولكنَّ كثيرون أوّلون يكونون آخرين، وآخرون أوّلين” (متى 19:30). لن أخوضَ في هذا الموضوع الذي سيُنفّرُ البعض ويشكّكهم، ولكن ما نقوله مُرْتَكِزٌ على مُعطيات صادقة.
“ما رح يبقى مين يخبّر”!
من ناحية أخرى، وكما يقول الكهنة الغربيون في عظاتهم: “إنتقل الإضطهاد من مسيحيي الشّرق إلى مسيحييّ الغرب، ولكن ليعتبر هؤلاء من مسيحيي الشّرق الدّميم!” وبالتالي يقول المَثلُ الشّعبي:“غلطة الشّاطر بألف غلطة”! إذًا، فالخطأ لا يمحوه الخطأ، والخطأ يولّد الخطأ، وما صنعناه منذ مئة عام ونيّف لم يكن سوى خطأ بخطأ، حتّى وَصَلْنا إلى الخطيئة العُظمى! دُسْنا التّاريخ والتّراث! تغاضيْنا عن الهُويّة والأرض! آويْنا المُغْتَصِبَ الخبيث المُتلبّس بثوب “النّعجة” الخبيثة (…) أردْنا التّكفيرَ عن أخطائنا الماضية، بارتكاب أخطاءٍ أفدح بِنَسْفِ تاريخنا وحاضرِنا ومُستقبَلِنا (…).
ولكن، مهما جارت الأيّام، فالتّاريخ والتراث لا يمحوهُمَا لا الوقت ولا الغاصب المُحتلّ، والمستور سينجلي بمعانقة الجذور من جديد!
وفي الختام، نعلَمُ تمامَ العِلْم أنّ المُسَاءَلة لن تُجدي نفعًا في هذا الزّمنِ المُتَهاوي، ولكن على الأقلّ ندوّنُها ونَحْفَظُها في سجّلات الفكرِ والذّاكرة النّقدية، ونقول من دون التّلطي خلفَ إصبعنا: “إنّ الدّول التي تُهاجمونها بالتّعصب الدّموي أعطتكم ما افتقدتموه في بلادكم”!
إدمون بو داغر