أنتم جعلتم منّا “بلا مخ”!
قرارات تتصادم بقرارات أخرى ومصيرنا وصحتنا بين أياد غير مسؤولة تتناحر فيما بينها بينما نحن نموت على أبواب المستشفيات المتخمة. بعد أن فتحوا البلد في فترة الأعياد مراهنين على وعي شعب “لو بدّو يوعا ما كانوا هنّي بالسلطة”، وبحجة تحريك الاقتصاد واصطياد العملة الصعبة، فتحوّل القرار الى مجزرة لكن المفارقة هذه المرة أن الموت بطيء ومؤلم نفسيا وجسديا. وبعد مرور الأعياد بدأوا بإلقاء اللوم علينا واستفاضوا بوصفنا بالشعب المستهتر والمتفلّت والمجرم. نعم نحن شعب مستهتر وإلاّ لما أوصلنا أنفسنا الى ما نحن عليه اليوم من افلاس مادي ومعنوي وانحطاط واستسلام للواقع من دون أن نرغب بتغيير أي شئ ونستقي الأمل من كلمة يا ريت. نعم نحن شعب متفلّت من القانون لأنكم تفصّلون القوانين على قياس شعبيتكم وتتلاعبون بها وتخرقونها بمواد كالتي تضعونها في قرارات إقفال البلاد الغبية وتطلقون عليها تسمية “الاستثنائية” وتجدون لها الأعذار “تما حدا يزعل” ولكي لا يستفيق عملاق المعارضة فيسحب الكرسي من تحت قفاكم!
نعم اننا شعب مجرم ينسى الدماء التي بذلت من أجله ينصب على الفقير كي يغتني هو ويستغل أي فرصة تتاح أمامه في خدمة مصالحه الشخصية. نحن شعب مجرم قتلت عاصمته ولم يحاسب من قتلها واكتفى بالبكاء والنحيب والثورة الافتراضية. لكنكم أنتم من قتلتم فينا الحياة ودمّرتم أوجه الانسانية فينا أنتم حولتمونا الى شعب متسوّل شحاذ أنتم خزّنتم مواد متفجّرة أمام منازلنا وأنتم قتلتم من يملك حقيقتكم وأنتم “برطلتوا” القضاء وأنتم تمنعون الحكومة من أن تتشكل وأنتم لا تشبعون وأنتم البلا مخ وبلا مشاعر وبلا كرامة! وسط مجزرة صحية سرقتم أموال المستشفيات وأقفلتم مصانع المستلزمات الطبية وتتخلّفون عن دفع مستحقات شركة رفع النفايات والدولار مستمر بالتحليق و “الله ينجّينا من الأعظم”.