أهكذا تريدون بيروت؟!
عيون بيروت تدمع وما من أحدٍ يجيب!
ما هذه الحالة التي ألوانها لم تعد تعرف من هو المجيب؟
كلٌّ يغنّي على ليلاه، وليلة القدر لدى بيروت أصبحت تعيش المغيب!
كلّ هذه الوقاحة بحقّها فقط لأنّها لا تخاف النّصيب!
ماذا يجب أن نقول وألاّ نقول؟! فوحدها عدالة الله هي من تجيب!
مهما تفاقمت الأحقاد عليها، فأوصال تلك الأحقاد ستتفكّك ولن تجد من يعيب!
العيب الوحيد هي منهجيّة سياستكم التي باتت تعاند اللّهيب!
ألا تذكرون مصيبتي، أهكذا تناشدكم بيروت؟
ألا تبصرون حالي، أهكذا تناشدكم بيروت؟
ألا تدركون أفعالي، أهكذا تناشدكم بيروت؟
أين وعدكم بخلاص بيروت، أيّها السّياسيون؟
وإنّما للأسف الشّديد بات العتاب واليأس والقهر والكذب رموزًا من رموز تطلّعاتكم، حيث تحوّلت إلى نحيبٍ واهٍ، فأيّ نحيبٍ هذا الذي صار فجورًا يوميًّا بحقّ الإنسان والمجتمع. نحن ننتظر فخامة الرّئيس الذي طال غيابه عن ربوع هذا الوطن الحبيب، نحن نناشد مصالحه المدنيّة والحضاريّة التي عرفت عن لبناننا الحبيب، لأنّ اشتياقنا إليها يشدّنا بملحاحٍ صوب كينونتنا التي غرستها بيروت أم الشّرائع والقوانين والتي وزّعتها إلى مدن العالم منذ فجر التّاريخ. حرامٌ وألف حرامٍ أن تحولوا بيروت إلى خرابٍ ودمارٍ بعدما أُجبرت على طلب المساعدة من دولٍ أنعمت عليها سابقًا، بالحرف، والفكر، والقانون، والأدب، والفنّ… ما أجمل المشاهد الاستقباليّة عندما تعتليها الابتسامات المخمليّة، وكأنّ نشيد التّغيير بات في مهبّ الرّيح، بعدما تعرّض للضّربات الكلاميّة التي لا تسكتها غير المقامات الخارجيّة من المستوى الرّفيع.
الحقيقة بدأت تظهر معالمها بعدما قرّرت محاربة الإقطاع الذي عنوانه أنا أولا أحد، ولكن ما نخافه اليوم، هوالانقلاب المصيريّ بحقّ كلّ ضحكةٍ أرادت إخفاء المصير.
أهكذا تريدون بيروت؟!
صونيا الأشقر