أيها الناهب ايها السارق أيها القاتل!
هل هذا التباعد والانقسام الرهيب للواقع الذي نعيش هو نتيجة عوامل نفسية مضطربة نشأ عليها أهل السياسة لوهج الحكم، تسوّرهم من كل صوب وجانب، تحول دون تمكنهم من رؤية الحقيقة تنعكس تصوّراتهم المبنية على الأنانية الناجمة عن تراكم الأفكار، والايديولوجيات والنظريات الغبيّة التي باتت تسري في عروقهم ومخيلتهم وأفعالهم، ليولد العذاب والقهر اليومي وينتشر الألم وتتهاوى التساؤلات التي تبحث عن جواب فلا تجد على وسادتها سوى الاستبداد والعناد، على حساب رغبة العيش بأمان وأمل.
لا ندري هل ضاعت القوانين الراقية التي تعدل بين الناس وتبدّلت الأهداف حسبما يرغب اصحاب النفوذ والزعامات ودعاة التفرقة والجهل والجهالة.
لقد شهد لبنان بدءاً من سنة 1860 وصولاً ليومنا هذا نتيجة الحروب والانقسامات بين الطوائف لتفريغ مدروس ومنظم لطاقاته الابداعية والفكرية سهّل وشرع الأبواب لأسياد نشر الانحطاط والتبعية والعمالة والاستغلال مما اتاح للحاكم والزعيم الاستئثار المطلق لكل مقوّمات الوطن والمواطن.
مستقبل لبنان يتأرجح المجهول، رهينة احوال الطقس والعواصف الرعدية، التي في أية لحظة يمكن ان تلقي بصواعقها الحارقة على كل ارجاء الوطن.
لقد فقدنا ايها السادة بريق الصباح ورومانسية الغروب، سقطت أبيات الشعر عن مخدّتنا.
سرقوا من حياتنا كل الصفات الأنيقة التي لا تحتاج الى لغة ولا تحتاج لمن يترجمها.
جهاد قلعجي