إذا الدبور بطّل يطير يعني البلد طار!
منذ 20 عاماً ومع إعادة إصدار “الدبور” اعتدت أن أمرّ كل أسبوع حاملاً نسخة من المجلة لإلقاء التحية على أحد الأشخاص المميّزين ممن عايشوا أيام العزّ في خمسينيات وستينيات القرن الماضي يوم كانت عقصة الدبور تفعل فعلها في أجساد وألسِنة السياسيين.. وكان يستقبلني بفرح قائلاً: “شو طار الدبور هيدي الجمعة ومين عاقص؟!” وعندما أضحت المجلة شهرية، كانت الدمعة في عينيه محبوسة ليقول “المهم يضلّ الدبور يطير ويعقَص”.. منذ أسابيع مررت به ويدي فارغة سألني “أين الدبور؟!” ترددت للحظات قبل أن أجيبه أن الدبور وبسبب الظروف الإقتصادية قد أوقفت موقتاً نسختها الورقية وهي انتقلت الى الصفحة الرقمية.. لم يرق الأمر له فقال بحدّة “يعني الدبور ما رح يطير؟!” حاولت أن أشرح له أن الدبور موجود منذ سنوات على فايسبوك وتويتر وانستغرام ومستمر عبر موقع الكتروني.. قاطعني ليقول: “هيدا طيران افتراضي .. الطيران الورقي هو الطيران الحقيقي!.. يا إبني إذا الدبور بطل يطير يعني البلد طار!” وعندما استوضحته عن الرابط بين هذا وذاك؟! قال: “إذا توقّف النحل عن الطيران تتخربط دورة الحياة ويصبح الكون مهدداً! الدبور عمره 100 عام من عمر لبنان الكبير.. لمّا بطّل الدبور يطير بمنتصف السبعينات شفنا شو صار! ليكن الله بعوننا وعون لبنان!” ليعاجلني سريعاً بعقصة دبورية: “الناس عايشة بالتعتير والسياسيي ملهيين بالتنظير والبلد من بين إيدينا عم بيطير!”… تُغادر وفي ذهنك سؤال خطير: في مئويته الأولى إلى أين يسير لبنان الكبير؟!
انطوان ابوجودة