إنتظر اليهود حتّى سئموا!
لا يعني الكثير اليوم أن نقول إنّ أسباب الحرب التي تشنّها إسرائيل على غزّة ولبنان وجيرانها هي دينيّة، لأنّهم يعتقدون أنّها حرب اقتصادية بالدّرجة الأولى وحرب لتغيير جغرافيا منطقة الشرق الأوسط، وهذا ما لا ننكره لأنّه جزء كبير من الحقيقة، ولكن الحقيقة أنّ أساس هذه الحرب هو دينيّ بامتياز وبدون منازع. إنتظر اليهود حتّى سَئِموا!
إنتظروا مسيحَهم ولغاية هذه الساعة لم يأتِ بعد، ولن يأتي، لأنّه أتى وأعلنَ نفسَه لجميع الأمم، أمّا الأمّة اليهودية التي أتى منها فلم تقبلْه ورفضته حتّى أنّها أسلمته إلى أيدي الخاطئين ليُصلب ويموت، وحتّى أنّههم بعد قيامته من بين الأموات دفعوا أموالاً لحرّاس القبر كي يشيّعوا خبرًا مزيّفًا مفاده أنّ تلاميذه جاؤوا ليلاً وسرقوه. (بحسب انجيل متى 28/11-20).
إنتظروا مسيحهم الذي سيأتي ويبيدَ أعداءهم من أمامهم (بحسب اعتقادهم) بالبطش والغطرسة وحكم العالم، وهذا ما جاء على ألسنة أنبياء العهد القديم، ولكن على ما يبدو أنّهم سئموا الإنتظار، وهم اليوم من سيقيمون هذا المسيح الذي ينتظرون منذ قرون، ولكن أيّ مسيح؟!. وهذه الحرب هي نتيجة يأس الإنتظار، انتظار المسيح الخاص باليهود لغاياتهم السياسية التي سينفذها لهم بسفك دماء من يعتبرونهم أعداءهم. ونتيجةً لكلّ ذلك، اقترب ظهور المسيح الدجّال وكمّا يسمّيه إخوتنا المسلمون النبيّ الدجال.
باختصار، تُنذرُ كلّ هذه الأحداث في الشرق والعالم اقتراب موعد ظهور هذا المسيح الدجّال، ولكن التناقض الكبير في الإيمان اليهودي سيُفتَضَح، لأنّه بحسب إيمانهم الأصليّ لا يعرفون مسيحهم عندما يأتي من أين هو، ولكن هذا المسيح (الدجّال) الذي سيتمّ تنصيبه عمّا قريب سيكون أصله وفصله معروفًا من قبل زعمائهم. ولكنّ المسيح الحقيقيّ الذي جاءَ منذ أكثر من ألفي عام أعلنَ مصدر مجيئه وهو قلب الآب السماوي، وقد قال لهم صراحة: “أجل، إنّكم تعرفونني وتعرفون من أين أنا. على أني ما جئتُ من نفسي، فالّذي أرسلني صادق. ذاك الذي لا تعرفونه أنتم وأمّا أنا فأعرفه لأنّي من عنده وهو الذي أرسَلَني.” (بحسب إنجيل يوحنا 7/25-32).
وكيف لنا ولهم وللمتنكّرين لواقع ولحقيقة لازالت حيّة منذ أكثر من ألفي عام، وحتّى قبل ذلك بكثير أيْ منذ العهد الذي سبق العهد الجديد بحوالي ثلاثة الآف عام وهو غضب الله الذي لاحق الأمّة اليهودية منذ عتمة الأجيال وما زالت إلى اليوم؛ فكلام المسيح لا يتجزّأ ولا يمكن استنسابه، فقد قال لهم علانية: “هوذا بيتكم يُتركُ لكم خرابًا! والحقَّ أقول لكم: إنّكم لا تَرَوْنَني حتّى يأتي وقتٌ تقولون فيه: مباركٌ الآتي باسمِ الربّ.” (لوقا 13:35). والخراب هنا، يعني باختصار عدم ثبات أي خطّة يرسمونها لا توسيع أراضٍ ولا تغيير خرائط ولا استقرار، بل تشتّت حتّى يتم الإعتراف بالمسيح المخلّص.
إدمون بو داغر