إنتفاضة الموت على الموت!
يستحضرون التّاريخَ الدمويّ في هذه الحرب التي تدورُ رَحَاهَا في شرقٍ لم يعرفْ لغاية اليوم للسّلام سبيلا. ومَن هم مزعزعو أركان السّلام المنشود سوى “حُفنةٍ” بشريّة تناسلَت وتوالدَت من تاريخٍ حالكٍ اعتبرت نفسَهَا أسمى شعوب الكرة الأرضيّة؟ وعند مواجهةِ الحقيقة يتحوّل هذا النّوع من البشر إلى مظلومين ومضطهدين ومنتدبين… لا شكّ أنّهم كذلك، ولكنّهم في الحقيقة هم الذين جَلَبوا على أنفسهم غضبَ الله، لأنّهم رفضوا اتّخاذ طريق السّلام وهو الطّريق المسيحاني، كي لا نستمرّ بالاختباء وراء أصبع مصاب بالوهن.
ردّ بن غفير وزيرُ الأمن القوميّ الإسرائيليّ على رئيس الوزراء البريطانيّ الذي صرّح أمامَ صحافيّين بريطانيّين أنّه يدرسُ إمكانيّة فرض عقوباتٍ بحقّ سموترتش وبن غفير، قائلاً: “الإنتداب البريطانيّ انتهى وعلى بريطانيا أن تفهمَ ذلك جيّدًا”، وهذا طبعًا أوّل ردّ إسرائيليّ منذ طوفان الأقصى في 7 أكتوبر 2023 على المساعي السلميّة البريطانيّة والأوروبيّة في ملفّ غزّة وملفّ حقوق الإنسان.
وفي السياق نفسه، أعلنَت إسرائيل عدمَ مشاركتِها في مؤتمر لعرض الأسلحة في فرنسا إلاّ كأفراد، معتبرةً أنّ هذه القرار هو إهانة لها بمنعها من المشاركة.
باختصار، نجدُ أنفسَنا أمام انتفاضة لاوعي الدّول التي تأسّست على الحرب وقتلِ شعوب أخرى لتستمرّ على أنقاضهم وكي تسدّ نزعة “السامية” لديها إلى حدّ الإنتشاء.
إدمون بو داغر