“إنَّ غدًا لناظره قريب”!
لن يصبّ قرارُ عودة سوريا إلى أحضان الجامعة العربيّة لصالحِ أحدٍ من مُتّخذيه، فالعالَمُ اليوم أمام مفترق طرقٍ خطير، لأنّه وكما نحن متّجهون، لن يصمد سوى مَنْ “بنى بيته على الصّخر” ومَن أسّس لمستَقبَلٍ من صَوَّان. بل العالَمُ اليوم أمام مشهديّة تحالفاتٍ جديدة، تجمعُ أضدادًا ضدّ أضدادٍ وجزءٌ من هؤلاء الأضداد هم من العنصريّين والرفضيّين.
لا تعني عودة سوريا إلى أحضان جامعة الدّول العربيّة أنّ بشّار لم يعدْ مجرمًا ولم يعد “وحشًا” بهيئة بشر، ولم يعد كما وصفه وليد جنبلاط في احتفال ثورة الأرز عام 2005، إبّان انسحاب جنود الإحتلال السوريّ من لبنان، وقد نَعَتَه بـ”الطّاغية” والأفعى” و”الحوت” وسواها من النّعوت التي لا تصلح إلاّ لقاطني الأدغال.
لا تعني عودة سوريا إلى أحضان جامعة الدّول العربيّة أنّ الحبّ استتبّ بين الخليج وسوريا الأسد، ولا تعني أيضًا أنّ نظام بشّار سيعود ويمتّن أساساتِه من جديد، فالتصدّعات التي نالت من نظامه الأحمر، لن يرمّمَهَا لا حلف ولا سياسة إقليمية أو دوليّة موقّتة لمآرب خبيثة… فالخَبيثُ لن يرضى عن حليفه الأخبث منه، ومن هنا، فحياة بشّار السياسيّة لن تطول، فالتّسوية تولّد التّسوية: وكما أعادوا اعتبار سفّاح سوريا بتسوية، فسيغرب عن السّاحة الإقليمية والدولية بتسوية أخرى خبيثة، ومَن يدري كيف ستكون؟
إدمون بو داغر