إنّها الحَربُ الأخيرة!
نعني ما نقولُه: “إنّها الحربُ الأخيرة” لهذه الأزمنة.
كلامُ السيّد المسيح نفسه في الإنجيل لم يكنْ يومًا وليد ساعته أو ابن وقته، بل هو كلام الأمس واليوم والمستقبل، كلام أزليّ، سرمديّ ومخطئ من يروّج العكس. يقول: “ولما اقترب من أورشليم نظر إلى المدينة وبكى عليها، وقال: ((ليتك عرفت اليوم طريق السلام! ولكنه الآن محجوب عن عينيك. سيجيء زمان يحيط بك أعداؤك بالمتاريس، ويحاصرونك، ويطبقون عليك من كل جهة، ويهدمونك على أبنائك الذين هم فيك، ولا يتركون فيك حجرا على حجر، لأنك ما عرفت زمان مجيء الله لخلاصك)). هذا الكلام من أكثر من ألفي عام، ولم يتغيّر شيئًا بأبناء إسرائيل، ولا حاجة بنا أن نتكلّم عن صفاتهم فالجميع يعلمها. لكن ما لا يمكن أن يمرّ بدون حساب من أمام الإله هو تمرّدُهم وعصيانُهم وإلحادُهم وإجرامُهم. والبقية من الملحمة الدموية نتركها لفطنة القارئ.
وها قد بدأت وسائل الإعلام الإسرائيليّة وغيرها من الوسائل الإعلامية في المنطقة تتحدثّ عن وصول مقاتلين بالمئات من العراق واليمن إلى الحدود السورية-الإسرائيلية ينتظرون الأوامر للبدء بالهجوم على منطقة الجولان أو منطقة الجليل للبدء بعملية عسكرية واسعة. والإسرائيليون يأخذون هذا الموضوع على محمل الجدّ ويخشون منه. لقد أعلن المعسكر العراقي المنضوي ضمن تحالف المقاومة الحزبلاوية بأنّه مستعدّ للذهاب إلى فلسطين وتحريرها إذا ما اتُّخذ القرار بهذه المسألة. وما تخشى منه إسرائيل هو أنّ عمليّة التسلّل قد بدأت من جنوب درعا في منطقة جبليّة وعرة جدًّا.
فكيف سيواجه نتنياهو الذي عدّل جيناته ليتحوّل اسمه مرادفًا للقتل والدماء من غزّة إلى الضفّة فلبنان هذه المتاريس التي ستحاصر إسرائيل في القريب العاجل؟ عقدة السّامية ستدفع بإسرائيل إلى التحلّل وتفكّك أوصالها. أمّا الغرب، الرّاعي الرسمي لشلالات الدماء فليس بمنأىً عن نيران هذه الحرب الشرسة، لأنّه سيواجه حقيقة حربية لم تشهدْها دولة.
إدمون بو داغر