احذروا ثورة الجوع!
إن لم نمت من كورونا متنا جوعاً وإهمالاً! هكذا هي الحال في وطن يكرهه شعبه ويسرقه مسؤولوه. نقبض فننتخب فنجوع فنقبض فننتفض فنصدّق وعودهم الكاذبة وكلماتهم الكبيرة المنتمية الى الحقل المعجمي للإصلاح فننتخب الابن بدل الأب فنُنهب فنجوع … وهكذا دواليك.
هذه هي الدوامة التي ندور فيها منذ أبد الدهور أسماء كثيرة ارتقت على مذابح الشهادة بسبب حلم بالتحرر والخروج من هذه الدوامة، أم لأنها أرادت الحياة فذهبت شهيدة الصدفة.
أمهات كثر ماتوا بحسرة أبنائهم، عائلاتنا كلّها لأي دين انتمت أو منطقة، يلفّها الحزن. فكورونا المستشري أنصف بيننا جميعاً. فقتل ما تبقّى فينا من أمل وسلب ما بقي عندنا من كرامة فماتت على أبواب المستشفيات أو بحثاً عن أجهزة تنفس وقوارير أوكيسجين في سوق القلوب السوداء المجرّدة من الإنسانية. وما تشهده الشوارع اليوم هو عيّنة عما يمكن أن تحدثه البطون الفارغة والقلوب المحروقة التي تعامل بلامبالاة.
الثورة التي اشتعلت في 17 تشرين حرّكت فيكم الذعر والخوف على مراكزكم ومزاريب أموالكم وأعناقكم. لكنّ أموراً كثيرة تغيّرت على الصعيدين الدولي والمحلّي وإن كانت السفارات هي التي موّلت تحرّكاتنا بالأمس فهي اليوم من تستعطفون لانتشالكم من مآزقكم وتماطلون متذرعين بمواد دستورية لطالما تجاهلتموها بانتظار تحديد الموقف من المنطقة ومنكم قبل تقاسم المقاعد الوزارية.
ألعابكم أصبحت مكشوفة حتّى لذاك الفتى الطرابلسي ابن الأحد عشر عاماً الذي يجوب الشوارع غاضباً ويرمي قصوركم بالحجارة ويشعل النار بحاويات النفايات لأنه تعب من البحث عن فضلاتكم فيها ليملأ معدته، وتعب من ضياعكم وغبائكم في اتخاذ القرارات الاعتباطية والمتأخرة من دون دراسة النتائج، والتي تسمونها إنجازات وتتغنون بها بينما هو يموت.
أيها الحثالة إحذروا ثورة البطون الفارغة والقلوب المكسورة!
اليانا بدران