اذهبوا بمقاتتكم بعيداً!
ساعة توقف الزمن عندها في ذلك اليوم المشؤوم ولم يعد يمرّ، انتهى كل شيء جميل “برفّة عَين” وتحوّل الى مأساة.
مأساة كان يمكن منع حصولها لو كان في هذه الدولة رجال، أصحاب ضمير، ولكن مع الأسف نحن مساسون من قبل حثالة. لكل ضحيّة من ضحايا مجزرة الرابع من آب قصّة تقتل من شدّة الألم والحزن من قد نجا في ذلك اليوم من الموت. كل تلك القصص المحزنة وحسرة الأمهات، كل تلك الدموع والدعوات، كل ذلك الغضب والانكسار لم يتمكّن من خرق تلك القلوب المتحجّرة لهؤلاء الذين قبلوا بأن يقتلنا نيترات الامونيوم وبعد ذلك ناموا ملء عيونهم. يسهرون في أفخم المطاعم والفنادق وينفقون أموال من قتلوهم بدم بارد ولم نستشعر لديهم أي ذرة ضمير أو انسانية، لا بل وقاحتهم تخطّت الحدود القابلة للاستيعاب من قبل الدماغ الانساني. يتهرّبون من المثول أمام القضاء بحجج واهية وضيعة وبكل حقارة لم يتوقفوا عن التحدث عن أهمية رفع الحصانات!
كل تلك المآسي والمشاهد الموجعة لعائلات أمضوا عاماً يتحدثون الى صورة ويعدونها بأن دمها لن يذهب سدى وعلى الرغم من الوقائع التي أثبتت أن الجميع من دون استثناء كان على علم بوجود النيترات في المرفأ وبخطورة بقائه في العنبر هناك ولم يفعل شيئاً، إلا أن خواريف الأحزاب مصرّة على البقاء في القطيع. تدافع عن ديك المزبلة تضرب وتشتم من يعارضها وتفرغ كل “مقاتتها” على الناس من دون خجل ولا شئمة! إن كنتم لا تريدون أن تتعلموا من الماضي ولا تأبهون لما نعيش من وقائع فاذهبوا بقرفكم بعيداً عنا تناتشوا الرجولة في كهوفكم الخاصّة أما في ساحاتنا حيث نطالب بوطن خال من وبائكم فلا مكان لكم.
الوطن للجميع ولكن الوطن – الحلم فللأحرار فقط.
اليانا بدران