الإقتصاد والصحّة: “نِكاح” الموت!
أصبحنا رسميًّا محكومين في لبنان من قِبلِ مجرمين مطلوبين للعدالة ومتهرّبين منها، لأنّهم ومن دون أدنى شكّ متورّطون مباشرة بهذه الجريمة التي هزّت حنايا السّماوات. أصبحنا رسميًّا محكومين من حانوتيّي تجّار الأدوية والصّيادلة ومن لفَّ لفَّهم من مجموعة “عِيوَاظ وكركوز” مِسْخ يهزأون ويستهترون بدماءٍ صرخت إلى خالقِها وتوسّلته الإنتقام، فأجابها، كما قال يومًا في الكتاب المقدّس: “لي الإنتقام وأنا أجازي”؛ فساعتكم شارفت يا قاتلي الأبرياء. إنّه ليس تذاكٍ منكم يا أسفلَ السَّفَلة على قرارِ المحقّق العدليّ القاضي طارق بيطار في الإلتفاف على طلبه برفع الحَصَانة عن نوّاب “قتل القتيل وغسل الأيدي”.
باختصار، الحصانات لن تُرفع! لقد جرّبناكم ولا شيء هزّ ضمائركم… كلّ يومٍ تفقدون شرفكم وكراماتكم _التي هي أصلاً مسحولة_ أمام العالم كلّه. الحصانات لن تُرفع لأنّ حزبَ السّلاح الأصفر هو المتورّط الأوّل بهذه الجريمة التي تقيّأها الشّرع والعقل وهو خلفَ التهرّب من رفع حصانة واحدة لأنّه ونبيه برّي “الجنديّ العيواظ” ومحمد فهمي غليظ الفهم ونهاد المشنوق الذي لن يسلم من حبل المِشنقة وحسان دياب الذي عاجلاً أم أم آجلاً ستنهشه الذّئاب وسواهم من أغلام المرفأ والوزارات المتورّطة سيتعرّون ممّا تبقّى من ورق التّين على عوراتهم. ولأجل ذلك، نحن أمام سيناريوهات متعدّدة: إمّا أنيفتعلَ هؤلاء الأوباش السّالف ذكرُهم حربًا خبط عشواء في الشّارع لتمويه التّحقيق والمساءلة، وإمّا أن ينتفضَ من جديد الشّارع اللبنانيّ الثّائر وهذه المرّة من دون تقهقر، وإمّا أن تضع مجموعةُ دول أيديها ونفوذها في لبنان فتقبض على أنفاس حكّام فارّين من وجه العدالة، وبمعنىً آخر، هو تدويل بالخطّ العريض، وهو السّيناريو الأقرب إلى الواقع.
في المحصّلة، العالم ولبنان اليوم، سيواجهان حقيقة نختصرُها بجملة: الإقتصاد والصحّة “نِكاح” الموت! (يتبع).
إدمون بو داغر