الإيمان بالوطن.. في زمن الوطنجية!*
لا يحتاج “فخامة الوزير” الى لقب جديد- قديم وهو “سعادة النائب”، لا يحتاج “الإطفائي” إلى تكليف ولا يهتم بتشريف فهو وكيل عن الناس دون وكالة، وضنين على الدولة دون أن يكون في موقع المسؤولية.. هو في الشأن العام منذ عقود وعقود.. لم يسعَ وراء منصب أو كرسي أو مسؤولية.. كادت أن تكون الرئاسة الأولى من نصيبه في محطات عدّة.. لكنه لم يركض وراءها ولم يتزلّم ولم يتزلّف.. جان عبيد اليوم مرشّح عن المقعد الماروني في طرابلس في “لائحة العزم” وعلى قدر أهل العزم تأتي العزائم، في وقت يقول فيه البعض أين موارنة طرابلس ليكون لهم نائب في البرلمان؟!.. لا يُقاس موارنة طرابلس بالعدد ولا تُقاس النيابة بالشعارات الرنّانة والهوبرات الطنّانة.. مجرّد وجوده ممثلاً للناس لا عليهم، يعطي انطباعاً أن هناك من لا يزال يؤمن بالوطن ويُحارب من أجل الوطنية في زمن كثُرت فيه الوطنجية!
*كتبت هذه الكلمات في عدد مجلة الدبور لشهر نيسان 2018 عشية الانتخابات النيابية في شهر ايار من العام نفسه، لا لأمدح جان عبيد الذي كنت أخاطبه دائماً بـ “فخامة الوزير” بل لأعبّر ببضع كلمات عن حقيقة سياسية ووطنية لبنانية أصيلة.. في مساء ذلك اليوم اتصل بي فخامته بلياقته ولباقته ودماثته المعهودة ليشكرني على هذه الكلمات “النابعة من القلب” كما قال، ليضيف انه أعجب بتوصيف الوطنجية سائلاً بضحكة: “كثُرت.. وكم أصبحت نسبتها ؟!” أجبته: كلما كثُر الاشخاص من أمثالكم تضاءلت نسبتها.. وبإيمانكم بالوطن نتغلّب على الوطنجية والوطنجيين!
ستفتقد أسرة الدبور إلى زميل كبير وصديق عزيز.. جان عبيد الى اللقاء!
انطوان ابوجودة