البطريرك صفير تسامى فوق منافقي سياسة المَكْر!
عرفتُ غبطةَ أبينا البطريرك مار نصرالله بطرس صفيْر منذ العام 2011، ومذ تعرَّفتُ إليه، تعرّفتُ إلى إنسانٍ صَلْبٍ في الإيمان بالمسيح يسوع، صلبٍ في المواقف الكنسيّة والعقائديّة والإجتماعيّة والوطنيّة. يتجلّى في نظراتِه بريقُ الرّجاء وجمرةُ حكمةٍ وذكاءٍ مشتعِلَيْن وموْهبَةً عاليةً من التّحليل والتّمييز بقوّةِ فطرته وذكاءِ خاطره بنعمة الرّوح القدس.
يطبَعُ حكمتَه وذكاءَه أكثرَ من نصفِ قرنٍ من العمل في حقلِ الرّب والمجتمع والرّعايا والسّياسة، ناهيك عن الحرب اللّبنانيّة – السّوريّة والحرب الأهليّة اللّبنانيّة والإعتداءات المتكرّرة على بكركي وسيّدها وفساد السّياسة وأهلها والتي بدورها أفسدت المجتمعات، والذهنيّات اللّبنانيّة.
قدّيسٌ، نعم هو قدّيس، فالرّب كشَفَ له في مماته حَفلاتِ السُّخرية والإستهزاء وأعادَ له حقَّه كقدّيس، والمسيرة التي قضاها في خدمة كرسيّ أنطاكية وسائر المشرق في أحلك الظّروف تعليمًا وبشارةً وعقيدةً ورعايةً للرّعيّة والمجتمع والوطن، ترفعُه إلى مرتبة التّكريم.
ولا يجب أن نغضّ النّظر عن بعض “مسّاحي الجوخ” من رجال السّياسة بل ومن رجال النّفاق الذين هَرَعوا يومَ دَفْنِ غبطة أبينا البطريرك المثلّث الرّحمات، ويظهرُ مَكرُهم وخبثُهم من خلال تصريحاتهم الزّائفة وزلّات ألْسِنَتِهم عبرَ الإعلام، ولا يظنَّنَ أحدٌ أنّهم تابوا بلَمْحَة بصر، فتاريخ بعضِهم الأسود ضدّ بكركي وسيّدِها سيُحفرُ في التّاريخ وسيُنقَلُ من جيلٍ إلى جيلٍ للعبرة وأخذِ الحذر من دجّالي الحرب اللّبنانيّة، وسياسة المَكْرِ والفساد الحاليّة.
إدمون بو داغر