“التّطبيقات” ولا “النّظريات”!
أخطر ما يتعرّض له مفهوم السّياسة ” الحديثة” في لبناننا، هو الفصل بين طمع المسؤول السياسيّ، عن طريق وصفه بأنّه عِلمٌ من علوم السّياسة اللّبنانيّة المستحدثة، له نظرياته وأسسه، وبين طموح المسؤول السياسيّ، عن طريق التَّطبيق الفعليّ “عقدة آخر زمن”.
فمن الواضح أنّ هذا التّطلّع ” الطمعيّ والطموحيّ” لا يتوحّدان مع النتاج السياسيّ الخارجيّ، لأنّهما عملٌ إنقلابيّ، ركيزتهما مبنيّةٌ على شعار ” فرّق تسد” ما يعني “أنا وجاري ع ابن عمي”.
ما هذه المقولة التي باتت تدّق الأبوابَ بكلّ وقاحةٍ شرط المحافظة على الدّيموقراطيّة!!!
ما هذا التّقويم الذي أعماله باطنيّةٌ ، همّه الحدود اللبنانيّة، وهيهات هيهات، حدودٌ بلا حدودٍ، والمصير ” عَ المكشوف”.
كشفت الأوراق، ولكن العتب ليس على “الكشّافين”، إنمّا على
” النظّارين” الذين يعانون من الوضع المعيشيّ الذي أصبح على حافة الاضمحلال، فسعر النّظارات باهظة الثّمن، وبالتالي الترسيم يتطلّب هدنةً مفتعلةً، وهذا ما يحصل، والويل ثمَّ الويل!!!
أصبحت قصّتنا، قصة تهديدٍ بتهديدٍ، ” والدورة ع الشّعب المسكين” والأغرب من هذا كلّه أنّ ” تحريك الساكن” فقد حاسّة السّمع أيضًا، ولم يبق غير حاسّة ” الشّبع” أفلم تشبعوا بعدُ؟!!
حدودنا مشرّعة الأبواب، وكلّ من يحاول الاقتراب منها، فمصيره الموت الحتميّ، وعلى يد منْ؟ ولمن؟ لا أحد يمكنه معرفة النّتيجة. “جنازة تهتزّ” لها القلوب والعقول وتقشعّر لها الأبدان، وتحترق مع فراقها الأذهان. وما ينقصنا أيضًا وأيضًا هو الحلّ ومن أين سيأتي الحلّ ما دامت عناصر النّقد السياسيّ تستعين بمقولة: ضرورة البحث عن العلوم والعلوم جمع عِلمٍ، وأين نحن من هذه العلوم، التي باتت والعولمة جزءان لا ينفصلان، وهكذا تكون الديموقراطية التي أكلت الأخضر واليابس.
ما نريده هو: ” التّطبيقات” ولا “النّظريّات”!!!
صونيا الأشقر