الجميع شركاء في الإلغاء الذاتي!
لا تزال الأحزاب والتيارات الفاشلة والزعامات الرجعية و البكوات والباشوات والمعالي والسعادات تنظر حول رئاسة لا أحد منهم يريدها للبنان بل لمصالحه الضيقة ومآربه الفئوية لا غير. الكل يرمي الكرة في ملعب الشرق والغرب والاتفاقات الإقليمية والمناطقية، ونظريات المؤامرات كما لو كان دورهم يقتصر على تنفيذ أوامر وقرارات تأتي من الخارج، فيما الجمود داخلي بامتياز.
بصراحة، السعودية لا تبالي لما يجري في لبنان لأنها مهتمة بتطوير بلادها. وإيران لا يهمها اسم الرئيس ولا فصله، انها تترك الحزب الإلهي يدير الدفة بحسب ما ترتضيه مصالحه، وقد يكون الفراغ جزءا من استراتيجيته لأن لا مانع لديه ان يسقط النظام ليغيره. وفرنجية ليس إلا “طعم” يرميه في ملعب باقي الفرقاء الذين لم يفهموا أنه بالواقع يريدهم أن يساهموا بإلغاء الحلول فيصبحوا شركاء في عملية الإلغاء الذاتي. كما من المحتمل أن يكون الفرقاء يدركون ماذا يفعلون وهم ايضا يريدون انهيار النظام لبناء نظام آخر.
أي أننا على مشارف مرحلة انتقالية، المشكلة ان لكل فريق نظرته بالنظام الجديد، ما يجعل الحلول مستعصية ويزيد خطر “بَيعنا” لمن يقبل أن يكون وصيا علينا.. ما يعيدنا إلى خانة الصفر.
وحده البطريرك يريد رئيسا!
هناك من يعتبر ان البطريرك الراعي سمّى مرشحين لرئاسة الجمهورية، وانقسم المسترئسون وهم كثر بين من يعتبر انه ضمنها فيرحب ومن يعتبر أن الاكليروس لا دخل له بالموضوع.
الحقيقة أن البطريرك لم يقترح على احد في الداخل أو في الخارج أسماء “مرشحيه” بل رصد بكل بساطة الأسماء التي تداولها الإعلام ووضعها على لائحة وطلب من المرجعيات اختيار من تريد. اي انتخاب اولي يبقي ثلاثة أسماء يتم التصويت لأحدهم في البرلمان.
اي ان البطريرك يعمل جاهدا لإيجاد حل لإنقاذ الاستحقاق ومعه النظام لأنه وحده الذي يبالي. كلام حق يقال.
جوزف مكرزل