الحياد مقابل الخبز!
الشعب على حافة الجوع والسياسيون يتناكفون حول “كلمة- برنامج” أطلقها البطريرك لا توفّر خبزنا اليومي. لا نعلم سبب عودة سيّد بكركي لمشروع “إعلان بعبدا” السليماني الذي وُلد ميتا، ورغم اقتناعنا بأن الحياد جوهري واساسي ومؤسّس، نعتبر انه ليس الأهمّ ولا المُلحّ في هذه المرحلة الكارثية من تاريخنا، التي تحتّم علينا التضامن للخروج من المأزق الخطير الذي نتخبّط فيه.
قد يكون هدف البطريرك اخراج لبناننا من الحجر الدولي انطلاقا من مبدأ “الحياد مقابل الخبز”، لكن كان من الافضل التنسيق مسبقا مع من يعتبرون انه يتعارض ولبنانهم. لكانوا على الأقل وجدوا سوية طريقة للتلاقي شكلا حتى ولو اختلفوا ضمنا.. ومن ثم حاولوا اقناع العالم بكذبتنا هذه.
مشروع تأسيس لبنان الجديد!
ولد لبنان الكبير أثر حلم وجهد بطاركة وأساقفة موارنة شاطرته مجموعات من مذاهب وديانات أخرى، لذا يستحق الصرح لقب “مجد لبنان اعطي له” علما اننا نفضّل تسميته “اعطى لبنان مجده“. وانطلاقا من معرفتنا العميقة لبكركي وعلاقتنا الحميمة مع البطريرك الراحل مار نصرالله بطرس صفير، كما مؤازرتنا لأعوام البطريرك الحالي مار بشارة بطرس الراعي في بداية عهده، نستطيع القول بكل صراحة وشفافية ان بكركي لا تزال تضع مصلحة لبنان فوق كل اعتبار، وهذا ما يميّزها عن المجموعات والتجمّعات والاحزاب الدينية والمدنية المحليّة.
من هنا، رغم اقتناعنا بأن موضوع الحياد ليس الأهم آنيا، نعتبر انه أساسي لبناء لبنان الغد. والطريقة الأصحّ والأسلَم لتحقيقه تكمن بإبعاده عن التجاذبات السياسية وايلاء مركز الأبحاث الماروني البطريركي مهام دراسته علميا، بالتعاون مع مراكز أبحاث مختلف الفئات كما الجامعات الكبرى.على ان يُدرج في مشروع حيوي يجب إعداده وهو “تأسيس لبنان الجديد” نقترح إطلاقه في سياق مئوية “لبنان الكبير”.
جوزف مكرزل