” الذّلّ الاحتلاليّ غير المباشر “!
لا يزالون للأسف الشّديد يرون في الـ” الحكواتي السياسيّ” مثال الإنسان السياسيّ والخُلقيّ لعصره، ولا يقصدون أنّه يدعو حتمًا إلى القيم السّائدة المصطلح سلفًا، بل يقصدون إلى أنّه في السّياسة المثال الأعلى الذي يجب أن يسير معه كلّ من يتعاطى في السّياسة.
السّياسة ليست مدرسةً، إنّما أخلاقٌ!
السّياسة ليست مهنةً، إنّما عطاءٌ!
السّياسة ليست امتحانًا، إنّما ممارسةٌ!
السّياسة ليست مشروعًا، إنّما تنفيذٌ!
آهٍ ثم آهٍ! كم نفتقد إلى تنفيذ مشروعٍ واحدٍ فقط، لعلّه ينتشِّلنا من هذا القعر العميق، الذي عمقه يزداد يومًا بعد يوم ” والحبل ع الجرّار”
ما نريده حكومةً تحكم، ولا حكومةً تجزم!
الجزم مرضٌ عضالٌ طاول كلّ الفئات، والأعمار، والأجناس، والأعراف ، حتى بات صاحب التّشريفات، والتّعليقات، والمهمّات، وبكلّ صدقٍ لم يعد يستعمل
“شفرَةَ الحِلاقة” لأنّه اصبح متمرِّسًا باستعمال ” الموسى” ولكن المشكلة الكبرى تقع عندما تصل ” الموسى” إلى ذقنه، عندها لا ينفع الندم!!!
وعلى الرّغم من أنّ الدّعوة إلى تأليف الحكومة في عصرنا المستحدث، باتت تدقّ الأبواب، ولكن ناطور المنزل هاجر بسبب وضعه المعيشيّ، ولم يبقَ من رنّة جرس الباب غير الجدران الشّاهقة، التي يطاردها صوت العناد القاتل.
التّضحية خلاصنا، ويجب على كلّ فريقِ أن” يضّحيَ” ولو قليلاً، ربّما نحصل على حكومةٍ قريبةٍ، لأنّها حقٌّ لنا؛ أنقذوا ما تبقى من ” لبناننا” المفجوع، الذي أصبح والجوع على عناقٍ دائمٍ ومستمرٍّ حيث لم يتنازل أحدٌ إلى الآخر.
إنّها مرحلةٌ مؤقّتةٌ كما يُقال، فآمالنا مبنيّةٌ على المرحلة التي تُدرس خطواتها بكلّ دقّةٍ، ولا شكّ أنّها تستغرق في التأمّل حول كيفيّة الوصول، وإيصالنا معها إلى الخير المستقبليّ المحض!
… على حين يعاني وطننا الذّلّ الاحتلاليّ غير المباشر!!!
صونيا الأشقر