الزمن الأصفر!
لا تصدقوا أنّ الذين سمحت لهم “الظروف” بكَيل الشتائم هم الذين على حق، وأنّ الذين يصفقون ويهيّصون لهم، هم فعلاً يقدّرونهم، ويدعون لهم بطول العمر.
لا تصدقوا أنّ الأثرياء المعروفين هم الأثرياء الحقيقيون، وأنّ الفقراء غير المعروفين هم الفقراء الحقيقيون. وأن الذي يملك القرارهو الذي يستطيع أنّ يقرر، وأنّ الذي لا يملك شيئًا هو فعلاً لا يملك شيئًا وسط هذا الزمن الأصفر.
لا تصدقوا أنّ الأعور هو الأعور، وأنّ الكذّاب هو الكذّاب، وأنّ الصادق هو الصادق، وأنّ المحتال هو المحتال. إنّ الذين يدلون بآرائهم وتعليقاتهم هنا وهناك هم الذين يدرون ما يقولون، وإنّ الذين لا يدلون بآرائهم وتعليقاتهم إلا في المواقف الحاسمة هم الذين لا يدرون ماذا يفعلون.
لا تصدقوا أنّ ” الثابتين” في مراكزهم منذ أيام الكشك بالتحايل والمراوغة، هم الذين لا يستطيع أحد أن يستغني عنهم، وقد يكونون في معظمهم لا يصلحون للوقوف “بْلانطونية” على أبواب التاريخ!
لا تصدقوا الذين يتقنون سياسة الكرّ والفرّ. لا تصدقوا أنّ معظم العشاق هم عشاق فعلاً، ومعظم الأصدقاء هم أصدقاء فعلاً، ومعظم الأعداء هم أعداء فعلاً، ومعظم الأحياء هم أحياء فعلاً، ومعظم الأصحّاء عقليًا هم أصحاء عقليًا فعلاً … وأنّ معظم الناس هم بشر فعلاً!
هذا زمن الخطأ والخطايا!
هذا زمن الشحاذة الفكرية!
هذا زمن الاحتيال على القيم!
هذا زمن ” اللخبطة” والثرثرة!
هذا زمن التفتّت والانحطاط!
هذا زمن الحقد، ونار الشر، وعبادة الذات!
فلا تصدقوا أبدًا ، أنّ الزيفَ في هذا الزمن الأصفر، يستطيع أن يتحوّل إلى نقاء… بل صدّقوا أنّ هذا الزمن قابل للتغيير في المستقبل القريب، من خلال حكمة الحكماء، لأنّها وحدها خميرة لبنان الجديد.
صونيا الأشقر