السياسة “المصلحجيّة” !
إنّنا في لبنان، على الرغم من التحليلات والتطمينات للذين هم ” تحت”، والوعود والعهود من أصحاب الكراسي الذين هم ” فوق”، فإنّنا مطعونون نفسيًا، ومعنويًا، وماديًا، وفكريًا في صميم كرامتنا اللبنانيّة الإنسانيّة، لأنّ فسادًا فكريًا هائلاً يسكن نظامنا، حتى في أدق تفاصيله، بعد أن أصبح مجموعة من التفاصيل المرفوضة ، لأنّ وطنًا يقوم على تطييب الخواطر، و”بسيطة يا شباب”، و”يا إخوان”، و”ماشي الحال”، و”ساترها الله”، والتعايش السلمي بين الطوائف – كما يقول البعض- و”ضاعت ولقيناها، ومشّوها كيفمكان” ، ومشاريع تحت الدرس من قبل المسؤولين المهيوبين … و”6و6 مكرّر”!
ولبنان الفينيقي، كلا … لبنان السوري، كلا … لبنان العربي، كلا… لبنان التركي، كلا … لبنان الفرنسي، كلا… لبنان الأميركي، كلا … لبنان البريطاني، كلا… لبنان الروسي، كلا… لبنان اللبناني، كلا … لبنان السنسكريتي، كلا … ووسط كل هذه العجقة من ” اللبنانات” ضاع لبنان الحقيقي! وضاعت هُويته. فبات عبوره إلى المستقبل محرَّمًا عليه، وكأنّ الخلاف الأساس، هو على جنس الملائكة !!!
أصبحت الأجيال الصاعدة أمام تحديّات المستقبل، ولكنني أرى أنّ الأجيال الصاعدة، مع الذين يرفعون معهم الصوت، هم وحدهم قادرون أنّ ينقذوا الهوية الجديدة للبنان من دون أي تعقيد، أو تخويف من ” بعبع” ، أو تخوين يأتينا من هنا ومن هناك!!!
“شْبِعنا” من أزيائكم البالية التي تلبسونها للبنان، المناسبة لسوق بورصتكم الانتخابية!
أصبحت طريقتكم السوريالية، مكشوفة. آن لكم أن تبتعدواعن السياسة “المصلحجيّة”!
فالغلاف الخارجي المنظور للأزمة المعيشيّة، هو غلاف رُسمت أبرز خطوطه من مآزقكم الكلاسيكية، المعروفة بسلوككم ، وبرامجكم المشبوهة، والمطعّمة بمصالحكم الشخصية، على حساب خبزنا، وليرتنا، وصحتنا، وكرامتنا، ولاسيما على حساب الوطن.
لكم حساباتكم … ولنا حساباتنا!
صونيا الأشقر