الصمت المريب؟!
بمعزل عن تفاهات “الرؤساء” المحليين، نردد في لقاءاتنا الدورية مع مسؤولين غربيين قصة الشعب اللبناني الذي يعيش حالة هلع بل رعب دائم، لا يدري أي مصيبة تنتظره كل صباح، وكأنه اسير قدر مشؤوم. اما الحقيقة انه رهينة مافيا خبيثة تتحكم بمصيره.. بل تنحره عمدا. والافظع ان الجلادين لا زالوا يعرقلون مسار الاصلاح، وصدّ مساعي الإنقاذ.
ولكانت نجحت خطّة الطغاة الجهنّمية بتفادي المحاكمة، لولا جشعهم وعنادهم. لذا لم يتركوا خيارا امام العالم سوى لجمهم، وهذا ما سيحصل. لكن دول القرار بحاجة الى إشارة من الشعب اللبناني الذي، بصمته المريب، يبدو وكأنه رضخ للأمر الواقع، ما لا يشجّع أحد على التدخل، خصوصا ان المافيا الحاكمة تروّج ان غالبية الشعب يبايعها، والثوار مجرد مجموعة تافهة. يبقى السؤال: لماذا الانتظار فيما لم يعد لنا شيئا نخسره؟
ضغط تصاعدي!
لا يجوز ان نبقى على حالنا من البكاء على الاطلال ونعي الوطن. يجب ان نرى النصف الملآن للكوب، ونعي ان لكل مرحلة نهاية مهما طالت.
لم نكن نحلم يوما بأن يزول الاحتلال السوري، لكنه حصل. وكما السوري كذلك المافيا الحاكمة التي باتت تعلم انها على طريق الزوال، وتتخبط للخروج بأقل ضرر ممكن. صحيح ان مسار العقوبات ابطأ مما نرجو، لكن الامر ليس بهذه السهولة واللجان المولجة دراسة الأطر القانونية تعمل ليلا نهارا على بلورة صيغ تحترم المعايير والأحكام الدولية. السيناريوهات قيد الدرس والعقوبات ستكون تصاعدية، تبدأ بمنع السفر لتصل الى تجميد ارصدة وحجز ممتلكات، وستشمل تباعا مسؤولين كبار وحاشياتهم.
ولتسريع آلية المعاقبة الدولية، على الشعب اللبناني ان ينهض ويطالب بحقوقه بشجاعة وصرامة بدل الاستسلام. لأن وجود الطغاة كان خياره الديمقراطي، ويجب ان يتحمل مسؤولياته بدل البحث عن وصي ينجده، او لَوم لا بل تخوين من يحاول انقاذه.
جوزف مكرزل