الظاهر مُخيف والمخفي أشدّ خوفاً!
يبدو أن شريط الأحداث في الـ 2023 وما سَبقها وما سَيتبعها، وكأنه استعادة لشريط أحداث 1973 وما سَبقه من تواريخ وأحداث بسنوات عدّة! وصولاً إلى 13 نيسان 1975 وما تبعه! إمتداداً إلى 13 تشرين 1990! ولا تقتصر الإستعادة على الشريط بل تخطّتها إلى إعادة رسم خطوط التماس الطائفية والمذهبية والمناطقية والحزبية! من بوسطة عين الرمانة إلى شاحنة الكحالة! وما بينهما وحولهما وحواليهما! والأخطر هو استعادة مشهد المَحاور.. إضافة إلى لغة التخوين والتخوين المضاد والشتائم والظهور المسلّح وإطلاق النار والإستنفارات العسكرية لقوى حزبية ناهيك عن التدريبات تحت ستار المخيّمات الكشفية والكلام عن التسلّح والأمن الذاتي! وازدياد السرقات وجرائم القتل! وأعباء ملف النازحين السوريين وتداعياته الديموغرافية والإجتماعية والإقتصادية والأمنية!.. دون إغفال ما حدَث في عين الحلوة والتي استُعملت كصندوق بريد مرّات عدّة والخوف أن يُعاد استعمالها وغيرها لاحقاً! ناهيك عمّا يُحكى عن خلايا أمنية مدفوعة خارجياً للعب على الوتر الطائفي والمذهبي والتلاعب بالساحة اللبنانية! والتحذير من خلايا إرهابية نائمة وإرهابيون دخلوا البلاد مؤخراً! في ظلَ إنحلال الدولة واحتلال الدويلات وتفكك النظام وتركيب الأنظمة! وفراغ رئاسي ومؤسساتي وضيع وسقوط سياسي شنيع وانهيار مالي واقتصادي فظيع ومعيشي وصحّي مُريع، وتنبيه من انفجار اجتماعي يأكل “اليباس” وفقدان الأخضر بعد ان أكَله الريّاس! وكل ذلك يُحاك في الغرف السوداء وفي ظل الوجوه الصفراء وتحت نظَر العيون الحمراء وبرعاية العقول الشرّيرة وتنفيذ الأيادي الحقيرة!.. والظاهر مُخيف والمخفي أشدّ خوفاً! وفي الواقع “الواقع” على رؤوسنا أننا ما زلنا في حضرة ذاك الفيلم الأميركي الطويل الذي ظنّ اللبنانيون أنه انتهى في العام 1990! إلاّ أنه في الحقيقة استمرّ بسيناريوهات مختلفة لمدّة 32 عاماً.. وها هو اليوم يستعيد السيناريو القديم بإخراج جديد وبتقنيات 4G و 5G و HD وبشاشات SMART!
انطوان ابوجودة