العار…
يخلص بول كينيدي الى التأكيد انّ سبب زوال بعض الدول، مواجهتها لأزمة اكبر من حجم قادتها، وان سبب قيام دول اخرى على انقاضها انها كبرت على حساب صغر حجم قادتها. وهو ينصح الاولى بأحد حليّن: استبدال قادتها او استبدال شعبها. وينصح بالمقابل الثانية بأحد الحلّين: استبدال شعبها او استبدال قادتها.
غير انّ كينيدي، الذي درس مصائر دول عدّة، لم يفكّر انّه قد يجد دولة زالت بفضل حجم العار الذي ألحقه بها زويعيموها، فيما شعبها اعتاد العار ورديفه الذل، فسكت… وأعاد إجلاسهم على هامته.
هو العار يزيّن به الزويعيميّون أنفسهم، فيتبارى كلٌّ منهم برفع سقف خطابه الى مستوى الدناءة…ليجد معبوديه يسارعون الى إطلاق هاشتاغات #هذا_الفارغ_يمثلني.
هو العار يلحق الزويعميين، وقد تناطحوا لإظهار من منهم سيسابق الآخر في استيداع الرئيس الفرنسي موافقته على الخطّة التي وضعها لقيامة وطنهم. وكان وحده حضر الى لبنان الذي دمّر نصف عاصمته نتيجة انفجار ناجم عن اهمالهم وتآمر سكوتهم. وتبادعوا في ادّعاء البطولة عبر الانقلاب على موافقتهم… متسربلين بالحرص على حقوق عبيدهم.
هو العار يصبغ الزويعميين، وقد زحفوا الى مضارب سفارة عنترة الوهّابي، عارضين ألسنتهم للحس القفا الواهب المال مكرمة. هم الذين بقوا على وفاءٍ لإرث الأجداد والآباء في لحس أيّ قفا، عسى ان يدرّ مكرمات.
هو العار يغوي الزويعميين، وقد تباروا في مزايدات المبايعة بالدم لحُكم إبن اميّة البعثي الذي ادارهم بجزمة احد ضبّاطه لثلاثين سنة، واحتل دولتهم بجيش أبيه، ليعود ويحتلها بزحف نازحيه.
عفواً مستر كينيدي: هو العار أزال دولة وشعبها من الوجود، ولن يقيم دولاً أخرى على أنقاضهما… فيما لقطاء زويعيميها المسيحييّن، ممّن يدّعون انّهم احفاد فاتحي هذا العالم، يمّركون على بعضهم البعض في تبادل الاتهامات بـ “النازية”.
قلتُ: العار؟ قل معي: “هذا رأيي… ويمثّلني!”
غدي م. نصر