العروض الأخيرة قبل النهاية الكبيرة …
قام الجبل من سباته ليلعب دور المسؤول عن مصير البلاد والعباد الذين يحترقون بنار جهنّم الفساد والإهمال ويصارعون من أجل البقاء ليس حباً بالحياة ولكن لأن أفعال من أوصل الوضع الى ما هو عليه اليوم ومجازره لا يجب أن تمر من دون حساب. والحساب طال وتضخّم بعكس الليرة المنهارة والمتصاغرة بفعل دناوتهم وصغر نفوسهم. قام الجبل وهزّ عصا المسؤولية المسلوبة بعد أن برر صمته بانتظار أحدهم للقيام بمبادرة تنازل باتجاه الحلّ من دون جدوى واستدعى كريستوف كولومبوس لبنان ليتشاركا بطولة العروض الأخيرة قبل النهاية الكبيرة. هذه العروض بعنوان “هو بلّش ” و”بيي أقوى من بيّك” و”مين بتيّس أكثر” و”عمرو ما يكون بلد”!
عروض سمتها الأساسية ملئ الفراغ الى حين نضوج خريطة المنطقة الجديدة بعد أن أجهض حكم ملوك الطوائف وانتهى تمهيداً لبناء دولة خالية من الطوائف كما تراها القوى الكبيرة بما يتناسب وخطتها للمنطقة.
الشارع لم يعد للشعب بل أصبح صراعاً لديوك زبُلت ممالكهم يخوضون آخر معاركهم في محاولة للاستمرار قدر الإمكان اعتقاداً منهم بأن البقاء للأقوى. أما الشعب الغاضب واليائس المسروق والمخدوع فملعبه الغد المشرق أما التحدي الأكبر اليوم فهو عبور العاصفة ورسم عناوين المستقبل الموعود للبنان- الحلم.
الى جانب الأبطال الرئيسيين هناك مجموعات تستغل الغضب الشعبي واليأس لتحاول لعب دور المتضامن المعارض غير المساهم فيما آلت إليه الأمور فيما هو صاحب المخططات والتحالفات الدنيّة البعيدة المدى وقد خانه الواقع ولم يأت بحسب التقديرات. والنهاية التي تصورها لغيره ستطاله هو أيضاً، إذا وعي الشعب.
يا ديوك المزابل استمتعوا بالعروض الأخيرة وأعطوا أفضل ما عندكم من أداء لأن النهاية الكبيرة لم تعد بعيدة وستطالكم جميعاً!
اليانا بدران