“القضيّة مش حبّة وحبْتَيْن”!
أن يترأس البابا فرنسيس في الأوّل من تمّوز 2021 نهارَ صلاةٍ كاملٍ من أجل لبنان في حاضرة الفاتيكان ومن أجل التّباحث مع قادة الكنائس المسيحيّة اللبنانيّة، يعني ذلكَ أنّ القضيّة ليست “حبّة وحبتيْن” بل محمصة من البذور المحروقة التي ستنعكسُ سوادًا على قادمِ الأيّام. ومن هنا، وبمساعٍ فاتيكانيّة وفرنسيّة فقط لا غير، فُتحت قضيّة لبنان على مصراعَيْها من الجانب المسيحيّ الأمميّ، وما علينا سوى انتظار الخطوة التّالية التي ستتبع “يومَ التّفكير والصّلاة من أجل لبنان” في الأوّل من تمّوز. كلّ هذا يُترجِمُ على الأرض ما يمتلك الفاتيكان في حوزته من أسرارٍ وخرائطَ لمستقبل مسيحيّي العالم عمومًا ولبنان خصوصًا من إضطهادات والتي على الأرجح ستبدأ من لبنان بعد زمنٍ طويل من الرّاحة والبذخ الذي عاشته كنائسُنا.
ما هو مؤكّد أنّ الفاتيكان لن يترك لبنان بين أيادي الوحوش الإقليميّة والدوليّة التي تعمل (ولن تُفلح) على تغيير وجهه الحضاريّ والمسيحيّ والفسيْفسائيّ ولن يسمَحَ بأن تُنزَعَ عنه صفة “فاتيكان الشّرق”، لأنّ ما يحصل اليوم فيه من كُبرَيَاتِ الأزمات الإقتصاديّة المُتلاحقة والتي لم يشهدْها اللبنانيّون حتّى في الحرب اللّبنانيّة ليس بريئًا البتّة، لا سيّما وأنّ أكثر المتضرّرين هم المسيحيّون، فيما المدجّجون بالسّلاح لم يعطسوا لغاية الآن، بل لسدّ عوزهم يُمارسون الممنوعات والتّهريب وسرقات السيّارات وما شابه. والأغرب أن الشعب لا زال مخموداً!
ولكن، إلى أين ستؤول كلّ هذه الأحداث؟ هل إلى تغيير مُعظم أم بعض قواعد النّظام السياسي في لبنان؟ هل إلى تقسيم فيدراليّ مع بعض الإستثناءات؟ وهل سيعودُ الموارنة إلى “مرقد العنزة” في جبل لبنان حيث كانوا قابعين إبّان زمن المتصرّفية متواضعين ومتّضعين وقانعين راضين بما قسم الله لهم؟ نترك هذه التّساؤلات إلى المستقبل الذي لم يعد بعيدًا.
إدمون بو داغر