” الكورونا السياسيّة”
لماذا لم يفهم بعد، بعض أصحاب المسؤوليات في لبنان أنّ ما يحاك للوطن، هو أضخم بكثير ممّا تستطيع تصوّره مخيّلاتهم المصابة بوباء الكورونا السياسيّة!
لماذا لم يفهم بعد، بعض أصحاب المسؤوليات أنّهم فقدوا مصداقيتهم تجاه وطنهم لبنان ؟!
المقاعد النيابية ليست مواقف سياسيّة وحسب، إنّها مواقف تشريعيّة، لا بل إنّها مواقف إنقاذيّة. دعوا أصحاب السلطات التنفيذية والتشريعية تعمل على إنقاذ ما تبقى من لبناننا!
الخطر في لبنان يتفاقم يومًا بعد يوم، وبعض “حماة الديار” المزيّفون، يتلهّون بالكذب، والتباري بالخطابات الرنّانة، البعيدة كلّ البعد عن الانعكاسات السياسيّة المجدية. نحن اليوم في مواجهة ” كورونا سياسيّة” بدأت انعكاساتها السلبية تتراجع في العراق وسوريا، بحثًا عن ساحاتٍ جديدة لها ، تزرع فيها أحقادها التدميرية المبرمجة. لقد برهنت الساحات التي تطالب بلقمة عيشها الشريفة أنّ أبناءها واجهوا الموت “المعيشيّ” ببطولة خارقة، فبدلاً من معانقة الهجرة المفروضة ولو بطريقة غير مباشرة، وضعوا تطلعاتهم المصيريّة في سبيل الوطن، مناشدين حماية الجيش اللبناني الذي لولا بطولاته وتضحياته لكانت مطالب الساحات المحقّة تعرضت للنهب الكيانيّ والمصيريّ. شعارنا الأول والأخير ” دفاعًا عن لبنان العظيم”!
لماذا لم يفهم بعد، بعض أصحاب المسؤوليات أنّ مواقف” الزعامة” التي أزلامها لديها مفاتيح تستعمل عند الحاجة، باتت تعاني من فقدان الذاكرة، التي تكبر قيمتها ” الأرضيّة” مع اقتراب موعد الانتخابات، فيصبح كل ” خزمتجي” لا يفهم الألف من العصا سيّدًا، يفرض على الشعب المقهور أن يؤدي له مراسم الاحترام والتقدير.
زمن الفراغ المطلبيّ بدأ يشق مساره الانقلابيّ، مطالبًا بضرورة إجراء انتخابات نيابيّة مبكرة، مصيريّة، لأنّ الانحسار الديمقراطي فجّر الاستفتاء الشعبي لإعادة ترسيخ النظام وتفعيل الإنماء والإعمار.
وإلا سبيلنا … العصيان؟
صونيا الأشقر