اللبناني مُهان بين المطرقة والسندان!
يقول المثَل اللبناني: “علقان بين المطرقة والسندان” ويقول آباؤنا وأجدادنا أن ما مِن مثَل إلاّ تعبيراً عن واقع! لكن أباؤنا وأجدادنا لم يتوقّعوا أن يصبح ذلك الواقع واقعاً على رؤوسنا!
فقط في لبنان تعيش أو بالأحرى تموت بين المطرقة والسندان!
بين مطرقة الدولار وسندان اللولار! بين مطرقة المصارف وسندان الصيارفة! بين مطرقة شركات البترول وسندان المحطّات! بين مطرقة المطاحن وسندان الأفران! بين مطرقة الحرائق وسندان الغرَق!
بين مطرقة المستشفيات وسندان المرَض! بين مطرقة مستوردي الدواء وسندان مورِّدي الداء! بين مطرقة الوباء وسندان الغباء! بين مطرقة الكهرباء وسندان المولّدات! بين مطرقة المافيات وسندان الصفقات!
بين مطرقة النازحين وسندان اللاجئين! بين مطرقة المكبّات وسندان المحارق! بين مطرقة الكسّارات وسندان المقالع! بين مطرقة الضرائب وسندان المُضاربين! بين مطرقة الفساد وسندان الهدر!
بين مطرقة الدَين العام وسندان السرقة! بين مطرقة رفع الدعم وسندان السوق السوداء! بين مطرقة التهريب وسندان التهرّب! بين مطرقة الفجّار وسندان التجّار! بين مطرقة الجوع وسندان الفجعان!
بين مطرقة ملوك الطوائف وسندان أمراء الحرب! بين مطرقة البار- لمان وسندان حكومة آخر زمان! بين مطرقة 8 وسندان 14! بين مطرقة الآذاريين وسندان الأيّاريين!
بين مطرقة “الدويلة” وسندان “الدولة”! بين مطرقة “الإستيذ” وسندان “السيّد”! بين مطرقة “البَيك” وسندان “الأمير”! بين مطرقة “الحكيم” وسندان “الشيخ”! بين مطرقة “الإمبراطور” وسندان “السلطان”! بين مطرقة “ولي العهد” وسندان “الشيخ سعد”! بين مطرقة “المتزعّم” وسندان “المزعوم”!
لا تنحصر المشكلة في المطرقة أو السندان.. إنما بالذي ارتضى أن يكون بينهما “مُهان”!
انطوان ابوجودة