المزاعم على قدر العزائم!
أصبحت رئاسة الجمهوريّة هديّة منتظرة لدى كلّ المواطنين، وكأنّ أعجوبة القدر لم تكن على وئام مع المعادلة الرئاسيّة، لدرجة أنّ أضحوكة آخر زمان باتت تتعايش مع عبارة “على الوعد يا كمّون” من دون إذن أو دستور، فأيّ نوع من الكمّون الذي طعمه بات غير مألوف، وفي غمضة عين تغيّر المشروع، وكلّ هذا بفضل أحكام سياسات لم تعد تعرف من هو المطلوب، ونحن الشّعب المقهور تفرض علينا الاقتراحات والموازنات من دون حتى طلب الإذن برفع اليدّ، لأنّ قطعها بات واردًا عند الضّرورة!
نحن نعترف بأنّنا أخطأنا في بعض اختياراتنا، ولكنّ خطأنا لا يوازي إلاّ القليل من أخطائكم التي لم يعد بقدرة العقل البشري أن يتحمّلها.
أيعقل أنّكم نسيتم أو تناسيتم بأنّ زمن دولة المماليك لم يعد لها من وجود على الرّغم من مناشدتكم على ضرورة عودتها؟، ولكن يا أيّها المسؤولون عليكم التّركيز جيدًّا، لأنّ جبروت النّسيان لا يرحم أبدًا، فشعاراتكم تجاه خدمة الوطن، أصبحت شعارات تجاه خدمة الجار، و كما يقال “الجار للجار” ونحن مع هذه المقولة، ولكنّ الجارعندنا بات يشكّل خطرًا لا يغتفر، لأنّ مزاريبه تتدفّق باتجاهنا، ونحن غرقنا في جوفها وأصبحنا نعاني من الاختناق المبرم بحقّنا، وكلّ هذا لأننّا مازلنا نعيش مرحلة انتظار الرئيس، وهل سنستطيع بعد الانتظار أمام هذه الكوكبة من الاختيارات غير الواضحة؟، هنا نقاط الانطلاق تنطلق… يا أصحاب القرار.
خلاصة الواقع الذي نعيشه اليوم نراه يقول:”تأتي المزاعم على قدر العزائم” هذا ما يجعلنا نغوص في مطبّات مزاعمكم التي فواصلها ما زالت تعاند قواطعها، وهنا البركان المصيريّ سينفجر من دون غالب أو مغلوب، عندها ما نفع الاقتراحات والموازنات بعدما أصبحت الهديّة المنتظرة تناشد شهر حزيران على حساب قطع حسابها!
صونيا الأشقر