المطلوب استراتيجية غذائية لا دفاعية!
جميع الحروب عبثية بالمطلق.انها لا تخدم سوى مصالح النافذين الذين يديرون العالم.. وحكامه. نعني هنا نادي مصنّعي الاسلحة وتجارها الذين يتحكمون بمصير الامم والشعوب.
اعتاد العالم عبر التاريخ على حروب يستفيد منها امراء او ملوك او دول من خلال المغانم التي تجنيها، لكننا نشهد اليوم حربا تُفقر الجميع من دون استثناء وتهدد العالم بأزمة قمح قد تتحول الى موجة مجاعة تجتاح البلدان الفقيرة، تشعل حروبا وثورات وانقلابات وتشرّد ملايين الاشخاص. تتهيأ دول الغرب للجائحة القادمة وهي كفيلة بإدارتها بشكل يبعد شبح الجوع عن شعوبها، لكن العديد من البلدان عبر القارات ستدفع غاليا ثمن الحرب الاوكرانية، خصوصا بلدان العالم الثالث. لبنان يواجه كما غيره خطر أزمة طحين حادة، خصوصا ان امكانية التخزين تضاءلت مع تدمير الاهراءات التي كانت تستوعب ما يكفي الاحتياجات المحلية لبضعة اشهر. تفادي الكارثة تستوجب وعي المسؤولين، واستراتيجية غذائية شاملة، وبرمجة ذكية، وادارة حكيمة.. لكن لا نزال في سياسية تشريع الغباء، والاستراتيجيات الدفاعية الواهية، وبرمجة الفراغ، وادارة الهبل!
من اين دولارات المركزي؟!
المصارف الوطنية لا تعطي عملاءها نقودا بالليرة اللبنانية بل بالدولار الاميركي! انها لمعجزة غريبة عجيبة، بل نموذجا جديدا في علم المال والاقتصاد، خصوصا ان فقدان الليرة من السوق لم يرفع قيمتها كما من المفترض ان يكون انطلاقا من مبدأ العرض والطلب. والمضحك المبكي ان المصارف تقول لزبائنها “اصرفوا دولاراتكم لدى الصرافين” دون ان يفسّر لنا احد لماذا ليراتنا متواجدة لدى الصرافين وليس في البنوك حيث مكانها الطبيعي؟ لأنهم بكل بساطة يتقاسمون قالب الحلوى فيما بينهم على حِسابنا.
كثرت التحاليل حول المعجزة والسؤال: من اين اتت فجأة دولارات المصرف المركزي؟ المعادلة تبدو “عويصة” لكن الجواب اسهل مما نعتقد: انهم بكل بساطة يستفيدون من المليار دولار الذي اتى من البنك الدولي، لتخفيض خسائر المصارف من جيوب المودعين!