“المعجزة الرئاسيّة”
مشاريع … مشاريع من أجل خدمة الوطن… وربما من أجل تقريب أجله أكثر فأكثر… وهذا هو الأصحّ، فالفاسدون ومبيّضو الأموال والخونة ينمون كالفطر، همّهم سحق المواطن اللبنانيّ، لتخلو لهم السّاح أكثر فأكثر…ويصبح كلّ شيء كما هو الآن ” كل مين إيدو إلو”، فما نفع الحلول عندما تكون نهايتها في الجوارير، وفي معظم الأحيان في المجارير…
نحن بحاجةٍ إلى رائحة ربيعيّة تنعش الأنفاس، بحاجةٍ إلى طعام، ودواء، وتعليم واستشفاء،إلى … فالفساد المستشري أكل الأخضر واليابس، بعدما ترك السّواد يسيطر على عقول الأجيال الصّاعدة، حرامٌ وألف حرام، تفوه وألف فوه عندما تتحوّل لقمة العيش إلى لقمة موت، لأنّ الموت في هذا البلد الحزين له مواهب متعدّدة، وخصوصًا أنّ قصّتنا “الرّئاسيّة” شبيهة جدًّا بهذه القصّة.
أعلن أحد الملوك في أرجاء مملكته الآتي: “إذا تمكّن أحدٌ من يختلق كذبة ، أقول له:هذا كذب، سأعطيه نصف مملكتي”. فجاء إليه راعٍ وقال له: أطال الله بعمرك يا ملكنا! كان عند أبي عصًا طويلةً يمدّها إلى السّماء، ويحرّك بها النّجوم، فأجابه الملك: يا له من شيءٍ غريب، لكنّه يحدث، وكان جدّي أيضًا عنده غليون يشعله من الشّمس مباشرة، فذهب الرّاعي من دون أن ينال شيئًا.
وجاء خياطٌ إلى الملك، وقال له : اعذرني أيّها الملك، لقد تأخرت لأنّني كنت منشغلاً جدًّا، فقد هبّت البارحة عاصفة قويّة، فبرقها شقّق السّماء، فقد ذهبت لكي أصلحها، فأجابه الملك: أحسنت عملاً، لكنك لم تخطها بشكلٍ جيّد، فاليوم صباحًا ، تساقط رذاذ من المطر، فذهب الخياط أيضًا من دون أن ينال شيئًا.
أليست الكذبة” الرئاسيّة” في لبنان،هي الكذبة التي ينتظر سماعها هذا الملك، لكي يقدّم نصف مملكته؟!
… عندها تتحقّق “المعجزة الرئاسيّة”.
صونيا الأشقر