النّفايات والانتخابات!
أصبح شعار النّفايات والانتخابات في هذا الزّمن الرّديء : كيف نصنع حلمًا؟!
جوابنا له: تصنع حلمًا عن طريق تشييد مداميك حضاريّةٍ، حواريّةٍ، تعمل على سعادة ربوع لبنان، عندها يمكننا القول: إنّك بدأت بصناعة الحلم!!
فيا أصحاب المقامات الّذين تبنّيتم هذا الشّعار، فحلمكم المزيّف لن يتحقّق إلاّ بوساطة انتخاباتكم النّيابيّة ” المغلوطة” التي سيكون مصيرها الهلاك، لأنّ الحلم المنقذ لا يُطرّز إلا بعروق الشبّاب النّابض، لذا عليكم دعوة مرشّحينكم “النّيابيّة” إلى ضرورة التّمكن من مهنة التّطريز الملونةّ بألوان الأنبياء والرّسل والقدّيسين، الّذين همّهم التّصويت للدّفاع عن الإنسان والإنساسيّة، وليس بألوانٍ مفتعلةٍ همّها الوصول إلى مقاعد تمكّنها من التّصويت لألوانكم المطرّزة على مقاساتكم.
ترفض حياتنا اليوميّة ذلّكم، وإهاناتكم، فنحن نستحقّ الحياة والعنفوان والفرح؟، ولكن كيف سنحصل عليهم مادامت طوابيركم الانتخابيّة ملوّنة مثل ألوان الحرباء؟!
سيكون شعار الأعجوبة المنتظرة: مكافحة الحرب، والفقر الكلاميّ، والجهل الخطابيّ، وهذه الأعجوبة ستتبلور على يد أناسٍ حصدوا الأبجديّة الحقيقيّة، لكي يزرعوها مجدّدًا في أقطار العالم، والتي بدأت نواتها تُزهر في عروق التّغيير الحقيقيّ، وستكون صناديق الاقتراع أرضًا خصبةً، التي تطعم أجيال المستقبل الواعدة، هذا هو الحلم الذي نحلم به، وليس حلمكم المركّب بمشاهد ألوانها شبيهةٌ بألوان انتماءاتكم.
نحن لا نعرف النّبوءة، ولا نعرف بالغيب، ولا نتكّهن، ولا نترقّب، ولكنّنا ننطلق من عمليّاتٍ ومقاربةٍ واقعيّة، مستندين على ما نشاهده من براعم تشاؤميّة، وكل هذا بسبب التّقصير في تحمّل مسؤوليّاتكم.
فمهما عملتم على التّثبيت أنّ الإنسان أصله منحدرٌ من “اسم النّسيان”، فلن نراكم من الآن فصاعدًا إلاّ وأنتم تعملون على توزيع أدوار الانتخابات النّيابيّة، متناسين أنّ مأزق شعاركم الكبير، سيعلن الإفلاس السّياسيّ في القريب العاجل، ونصيحتنا لكم هي طريقة الفرز بين
” النّفايات والانتخابات”
صونيا الأشقر