انشالله ما بينعاد!
يحلّ عيد الميلاد هذا العام واللبناني قابع تحت رتل من الازمات يصارع الحياة للبقاء من أجل سبب يسأل نفسه كل يوم ما هو ولا يجد الجواب، قد يكون بصيص أمل يأبى أن ينطفئ بوطن يأبى أن يموت ينتظر ولادة ملك في بيت لحمه ليقيمه من بين الأموات ويزرع في قلبه الدفء لأنه حُرم كل وسائل التدفئة فالحطب بالملايين والمازوت بالدولار والغاز بالمئات المتصاعدة والكهرباء لا تزوره إلا بالمناسبات أما فاتورتها فموجعة.
يا ملك العالم، الكثير من العائلات اللبنانية بلا مأوى، بلا تدفئة، بلا كهرباء، ليس لديهم المال الكافي لتحضير مائدة العشاء، أقصى أحلام أطفالهم أن يجد رب المنزل عملاً فترتسم الابتسامة على وجهه، أولاد هذه العائلات يا أيها الطفل الملك لا يريدون الألعاب، لا يحلمون بالشوكولا والاطايب ولا ينتظرون بابا نويل بل ينظرون الى السماء يرتقبون النجمة التي ستدلهم الى مغارتك.
في ميلادك يعتصم اللبناني ويقفل الطرقات لأنه ضاق ذرعاً من الإهمال والاستهتار بمصيره وحياته ومن الاذلال من أجل الحصول على الدواء والخبز والمحروقات.
في ميلادك، حكامنا الانانيون يعيّدون مغمورين بالثروات، يتبضّعون بالمليارات من أغلى المحلات، شجراتهم المزيّفة تلفّها الهدايا وتبرق بطراً وجشعاً. ذهبوا ليستقبلوك في الساحات العالمية بطائرات خاصّة وبأفخم الفنادق وعلى أفضل الموائد.
في ميلادك، العسكري حامي الوطن باللحم الحي كافَؤوه بقرار مصرفي لإذلاله قبل الأعياد من أجل مئتي ألف ليرة زيادة على راتبه الذي لا يكفيه لزيارة واحدة الى السوبرماركت! وأجّلوا التوقيع على أي رفع لراتبه أقلّه في الأعياد “جكارة”.
يا ابن داوود ارحمنا، فملوك طوائفنا يجلسون على عروشهم فيما المذود “كتير علين”، أشفق علينا وأرح نفوسنا من سفاهتهم اجعلهم في ميلادك يرقدون ليولد الوطن! وعليهن ميلادك انشالله ما بينعاد!
اليانا بدران