اين البرامج يا مرشحين؟!
في مقارنة بسيطة بين الانتخابات الرئاسية والنيابية الفرنسية، والبرعطة التي نشهدها في لبنان نرى كم التخلّف السياسي الذي نعيش.
النقاش بين المرشحين للرئاسة الفرنسية ايمانويل ماكرون ومارين لوبين ينطلق من الرؤى لمستقبل فرنسا ويتناول بالتفاصيل القرارات التي ستتخذ خلال الخمس سنوات المقبلة في مختلف المجالات. وعود، تدقق بها وسائل الإعلام كما مراكز الابحاث والجامعات، وتكشف الحقيقة كما الكذب او التضليل في كل ما يطرح. وعلى هذا الاساس يختار الشعب الفرنسي المرشح الذي يراه أكثر صدقا وانسجاما مع الوطن الذي يريد.
اين نحن من هذا النقاش؟ اين الديمقراطية التي نتغنى بها؟ انها بكل بساطة نظرية بل عبثية. نظرية لأن نصوصها صحيحة بالمطلق لكنها غير متجانسة مع الواقع الاجتماعي. وعبثية لأن تطبيقها عشوائي ولا يمثل حقيقة القرار الشعبي، لغياب الشفافية والنقاش حول برامج حقيقية وحسيّة للمرشحين، الذين يكتفون بالوعود الفارغة، أو التهويل والتهديد، ام التخويف بمؤامرات الغائية خيالية لتضليل “المؤمنين”.
من المفترض أن يحترم المرشحون عقولنا، وتمكننا من الاختيار على أساس برامج لا لبس فيها ومكتملة ترسم مسارا واضحا لبلدنا. لكن الغالبية المطلقة تكتفي بشعارات فضفاضة تعد بتغيير وهمي دون ان تشرح كيفية تحقيقه، او تعرض افكارا ليست الا تفاصيل باهتة نسبة لكمّ المشاكل الهائلة التي تتراكم على كاهل الوطن والمواطن وتحوّل حياته الى درب جلجلة..
الاهراءات لو حكت…
جدل بيزنطي حول الإهراءات، هدمها او المحافظة عليها كرمز لفاجعة 4 آب؟ الموضوع مهم، والقرار صعب، لذا يجب ان يدرس بشكل علمي، وتوكيل لجنة علمية من جامعيين متخصصين بالهندسة والعلوم السياسية والذاكرة والسياحة.. وغيرها من القطاعات التي يبنى عليها لتقرير مصير هذا الموقع الذي بات معلما انسانيا عالميا.
اهالي الضحايا المفجوعين يفكرون بقلبهم، ووزراء “لالا لاند الميقاتي” لا يدرون اين هم وماذا يفعلون. الاهراءات لو حكت لسكت العالم.