بتر الهلالَين في سوريا!
سياسة الفراغ الذي يعتمدها الاطراف اللبنانيون بالتناوب هي التي اوصلتنا الى الانهيار الحالي.. وكأنهم متفقون على إلغاء لبنان!
“حزب الله” اليوم، الحريري بالأمس وعون عند كل استحقاق، كما اسلافهم.. راهنوا على الفراغ لأنهم لا يؤمنون بلبنان الحرّ السيادي الديمقراطي، ويطمحون الى لبنانات صغيرة على صورتهم يحكمونها بجزماتهم. لكنهم لم ولن يحصلوا على مبتغاهم، فالقرار ليس بيدهم، ولو راهنوا على تغيير إقليمي قيد الدرس يعتبرون انه سيعطي المحور الإيراني أولوية القرار.
صحيح ان الجبابرة يهدفون الى اتفاق مع دولة إيران يثبّتها كلاعب اساسي في المنطقة. لكنهم بالوقت نفسه كسروا ما يسمى بالمحور الإيراني بفصل سوريا عنه، موكلين الدب الروسي بلجم الوجود المسلّح “الفارسي” في “بلاد الشام”. ومن دون سوريا، الهلال الشيعي لا يكتمل، تماما كما الهلال السني من دون العراق… وسنبقى رهينة تسوية شاملة تضم اسرائيل.
سياسة الفراغ.. والمحرومون!
لو كان “حزب الله” مسيطرا على البلد لما اعتمد سياسة الفراغ بل أدار الحكومة وفق مبتغاه. انها دلالة ضعف وليس العكس، وانهيار الهيكل سيأتي ايضا على شارعه الذي بدأ يتململ ويجوع كما باقي اللبنانيين.
هم الذين أطلقوا على نفسهم شعار “المحرومين” للانقلاب على الدستور، جعلوا من اللبنانيين جميعهم محرومين دون ان ينقذوا انفسهم. انها لسياسة تدميرية حمقاء تؤدي الى أضعاف لبنان..وهم ضمنه.
نحرُنا لمحو سرقاتهم!
بالأمس اعتبر رياض سلامة ان رفع مستوى سحب دولاراتنا على الثمانية آلاف يغرق الليرة، وبعد ايام قليلة اصدر قرارا بالرفع، معترفا ضمنا بضرب الليرة عمدا. طبعا سيقول انهم اجبروه، لكن الحقيقة انهم “كلّن يعني كلّن” يعتمدون سياسة تخفيف خسائر المصارف على حسابنا بشرائهم دولاراتنا بأسعار منخفضة وبيعها بالسوق السوداء بأكثر من اربعة اضعاف.. ومن يكثرث لشعب هامد ولو مات جوعا نتيجة تضخّم أعمى؟
انهم بالنتيجة متفقون على نحرنا لمحو سرقاتهم.
جوزف مكرزل