بكاء ونحيب عمّا قريب!
ليرحمَ الله باسكال سليمان وليمنح العزاء والرجاء لعائلته المفجوعة، وبالصّلاة ننتصر!
أين غضبك يا رب على الأشرار وعملائهم في الأرض ولبنان؟! غضبك الآتي لن يستثني لا صهيونيًّا ولا لبنانيًّا ولا سوريًّا ولا عربيًّا ولا أوروبيًّا ولا أميركيًّا ولا صينيًّا ولا روسيًّا ولا كوريًّا ولا أفريقيًّا ولا هنديًّا، ولا ولا وألف أحد… لا شرقيًّا ولا غربيًّا ولا شماليًّا ولا جنوبيًّا.
تغاضوا جميعهم عن النازحين السوريين حتّى بَلَغُوا من البجاحة ما بَلَغوا إليه اليوم، وإذا لم يهبطْ قرار ديبلوماسي أمميّ مُلزِم لن يرحلوا عن سماء هذا الوطن الذي تلوّث بالمرتزقة، وإلاّ فالنزاع المسلح سيقع، تمامًا كما جرى إبّان الاحتلال السوريّ للبنان في سبعينيات القرن الماضي، ولكن هذه المرّة مع نكهة ميليشياوية من المقادير الإيرانية بضلعها الحزبلاويّ.
يقترب الإقليم العربيّ نحو فوهة بركانٍ ستبتلعُ الدّول العربيّة التي لم تتحلَّ يومًا بانتمائها العروبيّ، بل عَمِلَت طوال نصف قرنٍ ضدّ مبادئها وضميرها ووجدانها وتغاضت بل أغمضت عيونها وصمّت آذانَها عن الظلم والاستبداد والاستعمار ومعها الكيان الصهيونيّ.
وتوازيًا، يتّجه المسؤولون “عديمو المسؤوليّة” في العالَم نحو الهُوَّة “(…)حيث البكاء وصرير الأسنان”(متى 8:5:13)، ويظهرُ جليًّا أنّ لا خيارَ أمامهم سوى أن يتطاحنوا في ما بينهم، لأنّهم يصرّون على الحفاظ على غطرستهم وهيمنتهم (نعني الولايات المتحدة الأميركية وأوروبا ببعض دولها وإسرائيل) والأرجحيّة الكُبرى أنّ أمورًا كبرى لن تصطلح إلا بدمارِ أصحابها، وهذا السّقوط سيكون مُروّعًا لأنّه ستسقط معه أمبراطوريّات وحضارات حتّى الإضمحلال. ونأمل ألاّ يلجأ مجانين هذا العالَم إلى حرب نوويّة انتقاميّة كما قالها يومًا ألبرت أينشتاين (ذكرنا قوله في مقالة سابقة).
إدمون بو داغر