بلدية الجديدة: قلوب مليانة وعيون ورمانة وألسِنة حميانة!

لم تبدأ قصة بلدية “الجديدة البوشرية والسد” منذ أيام أو أسابيع، فهي بدأت عشية انتخابات 2018 النيابية يوم اتهم آل المر رئيس البلدية ونائب ميرنا المر في رئاسة اتحاد البلديات، بالخروج من تحت عباءة امبراطور المتن “رئيس حزب البلديات والمخاتير” والانضواء تحت راية السلطان جبران! يومها لم يبلع المرّيون الأمر في معركة طاحنة أُريد من خلالها إسقاط بوالياس! عن عرش الإمارة والتخلّص من سطوة العمارة! وفي انتخابات 2022 تلاعب “الريّس” على الحِبال بين الأقوال والأفعال متظللاً العباءة العونية وعينه على التجديد او التوريث في كرسي البلدية! وبعد رحيل المر الأب لم ينسَ المر الإبن تلك الواقعة ليعود وبعد 5 سنوات وعشية الانتخابات البلدية الموعودة! ويردّ الصاع صاعَين ليذيق انطوان الأمرَّين وعوضاً من أن يجبرها مع جبارة كسرها! فاستقال 11 عضواً بلدياً بعد معاناة وشدّ حبال! والحبل على جرّار البلدية! فطارت البلدية وطار الريّس عن سطحها! ولم تشفع به من هنا التدخلات ومن هناك المداخلات! فاستشاط غضباً ونعتَ الياس وغيره من ممثلي الناس بالفشل والإفلاس! وتوعدوه بإسقائه مرّ الكاس! وانفجرت “بونبونة” المياه الساخنة بعد أن ضرَبها الصدأ وغمَرت المياه المبنى البلدي والطرقات المجاورة مروراً بالساحة وصولاً الى القائمقامية!.. إذاً هي ليست خلافات إدارية أو مشكلة عائلية أو حِسبة انتخابية! هي سياسة نفوذ متنية ومصالح إقطاعية وسلطة زعاماتية! هي ليست خبرية مساومات او حكاية مناكفات! هي مطمر نفايات ومافيا مولدات! هي في ظاهرها اصطفافات وفي باطنها هات وخود خود وهات! هي ليست قصة رمانة “بلدية” او ليمونة “مهترية”! إنها قلوب مليانة وعيون ورمانة وألسِنة حميانة وأزلام تسير على العمياني! وفي نتيجتها الناس حفيانة وكحيانة وجوعانة! في دولة فلتانة! “كلّ مين فاتح فيها عَ حسابو.. دكّانة”!