بوجه “طرابين الحبق” إرفعوا الورقة البيضاء!
“كل شيء مباح في الحب والحرب”، أما في لبنان فتضاف الى الحب والحرب حقبة ما قبل الإنتخابات.
صحيح أن الأخلاق والضمير الحيّ والانسانية قد بلغت مستويات متدنية جداً في السنوات القليلة الماضية، إلا أنها في هذه المرحلة من الحرب الضروس بين “طرابين حبق” السلطة والوجوه الجديدة “الثورية” قد وصلت الى مستويات لم يصلها أحد من قبل حتّى ذاك الذي خزّن نيترات الأمونيوم في المرفأ والذين صمتوا عن خطورته والذين يعرقلون اليوم التحقيق في تلك الإبادة وأيضاً من أقرّوا هدم الإهراءات لم يبلغوا هذا المستوى المتدني.
وطبعاً وراء “طرابين الحبق” الذين تعكّر مسار سبلنا اليومية وجوههم المنشورة على اللوحات الإعلانية، جماهير غفيرة من “الأوفياء” المصرّين على المسار الذي أوصلنا الى هذه الجهنم الفريدة من نوعها.
يرفضون رؤية الحقيقة وما زالوا يصدّقون المسرحيات الهزلية الدنيئة التي يعرضها قادتهم عليهم. لا بل أكثر من ذلك يجدون مبررات لكل فعل غير منطقي ووقح يقوم به قادتهم، كمثلاً التحالف مع من كانوا قد نعتوهم بنعوت واتهامات كبيرة وكادوا في الماضي يشعلون “حرباً أهليّة” (من الكلمات التي تشكل رعباً عند جمهورهم حتّى يقتنعوا بضرورة بقائهم تحت عباءة الحزب أو جزمته) فيما بينهم وذلك من أجل حفظ مكان “لمؤخراتهم” في المجلس المقبل.
الى جانب هؤلاء هناك وجوه سقطت بـ”الباراشوت” تدّعي انها مستقلّة، ترشّ أموالها على الإعلام الجائع الذي ينتظر هكذا مراحل ليغبّ الدولارات ويتحوّل الى مسارح دعائية، لبرامجهم الدونكيخوتية، وما يميّزهم ثقة عالية جداً بالنفس!
وبما أن المعركة شرسة والطقم الفاسد يتخطّى الخطوط الحمر على وسائل التواصل كما في الشوارع، ويختلق الأحداث الأمنية والنعرات ويبرطل المرشحين أو يرهبهم للإنسحاب وغيرها من الأفعال “الواطية”، أيها اللبنانيون واللبنانيات إعرفوا جيداً أن “الورقة البيضاء” تبقى سلاحكم الوحيد الذي يرهبهم ويعلّي السقف في وجههم فرجاءً لا تقاطعوا الإنتخابات.